بين الرسم والموسيقى..مبدعون صغار.. يتمرسون بالمواهب

ريبورتاج 2021/03/16
...

 أنور اللامي وسرور العلي
اعتادت الطفلة بنين جبر (9 سنوات) على رسم كل ما تشاهده عيناها مثل الأقداح والكراسي، وأدوات الطعام كالأطباق والملاعق، والأزهار، إلى أن أصبحت متمرسة في تلك الموهبة، فأبدعت أناملها لوحات جميلة، منها محاربة الإرهاب، وانتصارات الجيش العراقي، وببراءتها تحدثت جبر عن بداياتها قائلة: "أبي من اكتشف موهبتي في الرسم، ومن شجعني على الاستمرار بتوفير كل أدوات الرسم والدفاتر، وفي سن السابعة بدأت بهذا الفن".

المرسم الصغير
وأضافت بابتسامة ودودة: "أتابع برنامج "الرسام الصغير" في موقع يوتيوب، بشغف كونه يسلط الضوء على أساسيات تعلم الرسم، ويقيم مسابقة للرسم، وذلك برسم موضوع معين، ومَن يقوم بتقليده يتم تسليمه جائزة لتشجيعه، وعادة ما تكون مجموعة قصصية، أو جهاز ألعاب، فضلا عن متابعتي لبرنامج "المرسم الصغير"، وتعلمت منه الكثير".  
وشاركت جبر بلوحاتها في المدرسة أثناء النشاطات، والورش المقامة بها، ونالت إعجاب الملاك التدريسي وزميلاتها. 
مدرسة مادة التربية الفنية، فاطمة علي عبّرت عن سعادتها بالطفلة الموهوبة، قائلة: "لم تعق الواجبات المدرسية موهبة بنين في مواصلة طريقها، والدليل أنها أقامت نشاطا فنيا ورسوما تدعم بطولات الجيش، والذي سبق الامتحانات الشفهية، ونجحت في تأدية امتحاناتها، ونادرا ما نجد نشاطا رائعا كهذا بأنامل طفلة صغيرة لا يتعدى عمرها عشر سنوات". 
يقول جبر جسام، والد الطفلة: "تمتاز بنين بالهدوء والاجتهاد، وأرى أن لها مستقبلا واعدا في مجال الرسم، كونها محبة وشغوفة به".  
وتطمح جبر الى أن تكون رسامة، وصيدلانية في الوقت نفسه، وأن تنجح في التوفيق بينهما. 
 
الطفل بيكاسو
متنقلا بين ألوانه، يمسك موسى باسم (8 سنوات) الفرشاة بإتقان وحرفية سبقت عمره بكثير، ليرسم بأنامل رقيقة لوحات تعبر عن مواضيع كثيرة، نالت اعجاب أسرته والمقربين منه. 
وعن ذلك قال باسم بابتسامة عفوية: "بدأت الرسم بعمر الثلاث سنوات"، ويمتلك باسم إلى جانب الرسم موهبة الخط، وتحويل الشخصيات لكاريكاتير، وأقام الكثير من المعارض الشخصية، بالإضافة إلى مشاركته بالمهرجانات والورش الفنية، تاركا بصمته في المراكز الثقافية، وملتقى الفنانين الكبار، وحاز العديد من الشهادات التقديرية، وحصل على درع التميز للموهوبين من قبل جمعية المدارس العربية التكميلية في المملكة المتحدة، ودرع الإبداع من دار ثقافة الأطفال، وحول غرفته إلى مرسم صغير وعالم مليء بالسعادة والألوان أطلق عليه "عالم موسى"، وتلقى الدعم من والديه بتوفير كل ما يحتاجه من أدوات. 
وأضاف باسم، وهو يتجول بين لوحاته بفرح: "اشتركت في برنامج "نجوم صغار" مع النجم احمد حلمي، ولقبت ببيكاسو العراق". 
 
درة الفن
أما الطفلة درة فراس، فشغفت بالرسم منذ عمر خمس سنوات، وعن طريق والديها روجت لموهبتها في منصات التواصل الاجتماعي، وحصلت على الدعم والتشجيع، وتحدثت فراس بصوت رقيق: "أقوم بالرسم على الملابس والأطباق والخشب والزجاج، وشاركت في مسابقة IoT Kids ، وحصلت على الامتياز".
استغلت فراس الحجر المنزلي بسبب جائحة كورونا في تطوير رسمها على خامات أخرى، كالكنفاس وتجربة ألوان جديدة، ومنها الاكرليك، وشاركت رسوماتها في مجلة "أصدقائي"، وفي مسابقات "العراق اون لاين". 
وتابعت فراس: "اطمح الى أن أكون إحدى رسامات المستقبل، لتمثيل اسم العراق في المعارض الدولية".
 
العازف الصغير
تعلق يحيى علي (12 عاماً)، والذي ولد في مملكة السويد، بالعزف متأثرا بوالده، ويمتلك موهبة "العزف السماعي"، وهو القدرة على الأداء الموسيقي لقطعة من الموسيقى تم سماعها مسبقا من دون الاستعانة بالنوتة الموسيقية، ويُعد العزف الموسيقي السماعي مهارة مرغوبة من قبل العازفين، ولديه موهبة الرسم أيضا، والتمتع بالتزلج على الجليد.  
يقول علي صلاح الدين، والد يحيى: "كان يحيى يجلس ويراقب حركة تنقلات أصابعي على مفاتيح البيانو، وبعد مرور أسابيع سمعت والدته صوت عزف جميل ومتناسق، في حين أنني كنت خارج المنزل، ومن وقتها ويحيى يلقى التشجيع، وأصبح يستمع لعزفي أكثر، ويقوم بتقليدي في طريقة العزف والنغمات نفسها، الأمر الذي دفعنا لتعليمه من أجل صقل موهبته، وأيضا هو يستخدم كلتا يديه".
وأضاف والده: "بإمكان يحيى العزف من دون أن يراقب المفاتيح، ليؤكد انه يعزف سماعيا وليس نظريا، وأتوقع له مستقبلا مشرقا في عالم الموسيقى".