كان من نصيب ميلانيا ترامب.. أسوأ تقييم لشعبية سيدة أولى في تاريخ الرئاسة الأميركية

بانوراما 2021/03/17
...

هاري إنتين  
ترجمة: مي اسماعيل 
كتب الكثير عن التدني التاريخي لمستوى شعبية الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب مع مغادرته السلطة؛ لكن ذلك التلطيخ لسمعة ترامب يتجاوز شخص الرئيس، إذ غادرت زوجته “ميلانيا” البيت الأبيض مصحوبة بأسوأ تقييم لشعبية أي سيدة أولى عند نهاية فترة زوجها الرئاسية على الاطلاق. 
ظهر من أحدث استطلاع للرأي أجرته “CNN” ومؤسسة “SSRS” للأبحاث وصول نسبة شعبية ترامب الى 42 بالمئة ايجابا و 47 بالمئة سلبا؛ وهذا الأخير هو الاعلى من حيث السلبية الذي سجلته المؤسسة، ومن المنظور التاريخي تقليديا نالت السيدات الأوائل الإعجاب بشكل موحد تقريبا؛ فهذا ليس بالمنصب المُنتخَب ولا يكون عادة موضع جدل؛ لذا يصعب أن يفقدن الشعبية. وبالنظر الى آخر استطلاعات سي أن أن و Gallup (غالوب- مؤسسة دراسة عينات من الرأي العام حول معلومات عامة أو قضية محددة. المترجمة) التي بحثت عن درجة شعبية السيدة الأولى منذ “بات نيكسون”، قبل عهد الرئيس السابق ترامب كان المعدل النهائي لشعبية السيدة الاولى يبلغ (ايجابا) 71 بالمئة، مع 21 بالمئة سلبا، ما يعني أن معدل الشعبية لأولئك السيدات الأُول كان نحو خمسين بالمئة صعود،. أُخذَت معدلات الشعبية للسيدات (بالتعاقب) نيكسون (زوجة الرئيس الاسبق ريتشارد نيكسون) وبيتي فورد (زوجة الرئيس الاسبق جيرالد فورد) وروزالين كارتر (زوجة الرئيس الاسبق جيمي كارتر) قبل الشهر الاخير لازواجهن في موقع السلطة، أما الاسئلة المطروحة في الاستفتاء عن الشعبية فقد صيغت بشكل مختلف عما جرى في حالة ترامب، وحتى إذا استبعدنا تلك التقييمات نجد أرقاما مقاربة لها كثيرا، بنسبة سبعين بالمئة ايجابا ونحو 23 بالمئة سلبا للتقييم النهائي منذ زمن نانسي ريغان (زوجة الرئيس الأسبق رونالد ريغان) عام 1989 حتى الآن. 
 
الموقع أم الشخصية؟
في الواقع كانت السيدة الاولى الوحيدة التي غادرت الموقع بمعدل تقييم صافي لشعبية التصويت يقل عن اربعين بالمئة هي “هيلاري كلنتون” (زوجة الرئيس الاسبق بيل كلنتون)؛ إذ بلغ صافي معدل تقييمها “زائد 13” بالمئة (حصيلة 52 بالمئة ايجابا و39 بالمئة سلبا) عبر استطلاع للتقييم جرى 
سنة 2001. 
وهو عموما معدل يمكنه منافسة معدل ميلانيا ترامب النهائي. على خلاف ميلانيا؛ خاضت هيلاري كلنتون معركة للفوز بمقعد السيناتور خلال السنة الاخيرة لفترة زوجها الرئاسية، وأدت اليمين الدستوري قبل أسابيع من مغادرته البيت الابيض، وكانت أيضا أكثر نشاطا سياسيا في البيت الابيض؛ إذ ساعدت بقيادة الحملة لاصلاح الرعاية الصحية، وبعبارة اخرى؛ يمكن القول أنه على عكس معظم السيدات الأوائل، كان سيُنظر إلى هيلاري كلينتون من منظور حزبي، لكن ميلانيا لم تكن مندمجة في الادارة اليومية للبيت الأبيض، ولم تظهر كثيرا في العلن؛ على الأقل بالنسبة لأكثر 
الأميركيين. 
بالفعل لا يبدو واضحا حجم التقييم المنخفض لميلانيا والمتعلق بشخصها تحديدا؛ رغم أنه كانت لها أوقات أساءت فيها القول على صفحات التواصل الاجتماعي، وكسرت التقاليد (مع زوجها) حينما امتنعت عن استقبال اسرة الرئيس الجديد “بايدن” في البيت الأبيض، لكن التقييم المنخفض لميلانيا سبق وجودها في الموقع؛ فقد حصلت غالبا على تقييم شعبي منخفض نسبيا منذ وقت الحملة الانتخابية لزوجها عام 2016؛ رغم أنها لم تكن معروفة كثيرا حينها، لذا لا يبدو أن مجرد إقرانها بزوجها كان له بالغ الاثر السلبي في شعبيتها، قد يكون من السهل الاعتقاد بأن عدم شعبية الزوج يعني تلقائيا أن السيدة الأولى لا تحظى بشعبية أيضا؛ لكن هذا لم يكن الحال تاريخيا، فحينما كان ريتشارد نيكسون يقف وسط فضيحة ووترغيت خلال آب 1973؛ أعطى أغلب الأميركان تقييما ايجابيا (زائد 1 أو أكثر) لزوجته “بات”، على مقياس للشعبية يتراوح (من -5 إلى +5)؛ ولم يُصوّت سوى نحو 13 بالمئة عليها بمعدل (-1) أو أسوأ، وحينما تدنت نسبة مقبولية جيمي كارتر الى مجرد 32 بالمئة في آب 1979؛ صمدت مقبولية زوجته روزالين بمعدل 59 بالمئة ايجابا، مقابل 19 بالمئة سلبا، تبدو مقارنة حالة الزوجين كارتر بحالة ترامب مثيرة للاهتمام بشكل خاص؛ لأن نسبة مقبولية دونالد ترامب الحالية مقاربة كثيرا لموقع كارتر في تلك المرحلة من 
رئاسته. 
 
الزوجة الأكثر شعبية
ساد الاعتقاد أساسا بأن تدني شعبية السيدة الاولى السابقة ميلانيا قد يعود لتزايد الاستقطاب في السياسة الاميركية؛ لكن لورا بوش (زوجة الرئيس الاسبق جورج بوش الابن) أثبتت ان السيدة الاولى (حتى في الحقبة الحديثة) يمكن أن تكون أكثر شعبية بكثير من زوجها.
فقد كان معدل شعبيتها النهائي في كانون الثاني 2009 (وفق استطلاع سي أن أن) 67 بالمئة ايجابا مقابل 20 بالمئة سلبا؛ بينما أظهر الاستطلاع ذاته معدل مقبولية زوجها بــ35 بالمئة. في الواقع أنهت كل من لورا بوش و”ميشيل أوباما” (معدل شعبية 69 بالمئة) فترة منصب السيدة الاولى بمعدلات شعبية تقارب المتوسط. وبالفعل؛ لم تُنهِ أي سيدة أولى فترتها بمعدل مقبولية 85 بالمئة الذي نالته “بربارة بوش” (زوجة الرئيس الاسبق جورج بوش) عام 1993. ولعل السيدة الاولى الحالية “جيل بايدن” لن تفعل أيضا؛ فقد كان تقييمها الاولي 58 بالمئة ايجابا مقابل 29 بالمئة سلبا؛ ورغم ذلك فقد بدأت حقبتها (كما فعل زوجها) بمعدل مقبولية فاق سابقتها بكثير. 
 
سي أن أن الاميركية