التفكير الإبداعي

اسرة ومجتمع 2021/03/27
...

 قاسم موزان

لا شك أن الحياة في شكلها الحالي «مع توقع اكيد للتغير الايجابي»، باتت اكثر سهولة ويسراً من العقود التي سبقتها في التفاصيل بكم هائل من الاختراعات والابتكارات التي اثمرت من النشاط الانساني لعلماء و مفكرين بدوافع الحاجة الى تغيير الانماط السائدة وكسر الجمود الحضاري والانتقال الى واقع آخر مغاير تماما، فجاءت النتائج باهرة وحققت طفرات عظيمة في مجالات الطب والاتصالات والعلوم والعمران والآداب وغيرها، وشكلت الثورة المعلوماتية الهائلة في الاتصالات التي اختزلت الزمان والمكان في الوقت ذاته عاملا مساعدا في خدمة العلوم كافة، وهذا لم يأت من فراغ الا بالعمل المتواصل والجدي لخدمة البشرية وبتغيير التفكير النمطي الذي يعتمد على القوالب الجاهزة وتحرير عقل الانسان من سطوتها او الركون اليها بذرائع العادات او التقاليد او الموروثات، وهذا ايهام للعقل وتسطيح له واحلال العتمة عوضا عن النور لتجريده من الابداع والابتكار، مع هذا كله انتصرت ارادة العقل بتفكير لا نمطي  يعتمد على التفكير الإبداعي  للوصول الى نتائج تجاوزت المألوف الى منتج آخر غير معروف سابقا، ويأخذ الابداع مستويات عديدة وهذا بمجمله يقدم خدمات كبيرة للانسان ويدفعه الى التفكير بابتكار جديد يعزز وجوده الكياني ويوسع دائرة افكاره البناءة، فالتفكير الايجابي يحفز على تغيير الحياة، والا يبقى مذهولا بالانجاز وحسب، اما النمطيون فهم عادة ما يلجؤون الى القوالب الجاهزة في تفكيرهم ويخشون الاقتراب من مناطق غير مسموح الولوج اليها حسب اعتقادهم، بوصفها موروثا مقدسا، وهذا الامر يعطل عقولهم وغالبا ما يكون النمطيون مقلدين لانجازات غيرهم  بشكل تكراري لا يتطور او يتغير من تلقاء نفسه، ويبقى ما يقدمونه حبيس التقليد الذي لا يفضي الى نتائج ايجابية، ما احوجنا  اليوم في ضوء الانفتاح العلمي الذي يشهده العالم وخصوصا بعد قيام الثورة التكنولوجية الجبارة التي غيرت وجه العالم ان  تكون لنا اسهامات حقيقية في رفد تلك الثورة  واثرائها  ما دمنا شركاء في الكون الارضي  بمنجزات والسعي الى انتهاج اسلوب التفكير الابداعي اللانمطي بعد سنوات طويلة من الانغلاق العلمي والمعرفي  وقد اخذ العالم يخطو بسرعة هائلة ولا يعنيه من تخلف عن ركاب المسيرة الابداعية.