يبدو أنَّ حجم حدث مثل لقاء استقبال السيد السيستاني لقداسة البابا فرنسيس في النجف الأشرف، سيبقى على الواجهة الصحفيَّة وصفحات الرأي لمدة غير قصيرة.
وبعد الجملة الشهيرة التي نقلتها وكالة (أ ف ب)، أنَّ اللقاء يؤشر تنامي الاعتراف بمكانة وأهمية الدور الذي يلعبه المرجع الشيعي الأعلى في رسم مستقبل العراق والمنطقة بعد عام 2003. تستمر الصحافة العالميَّة في تحليل أبعاد هذا الحدث.
هندستان تايمز نقلت تحليلاً معمقاً كتبه أرشد خاتلاني، يقول فيه: تم إطلاق الحمائم البيضاء كإشارة رمزيَّة لتقصي السلام قبل أنْ يخلع البابا نعله ويدخل الى الزقاق الضيق المتواضع والذي يشبه ملايين الأزقة في الأحياء الفقيرة حول العالم.
ومن غير الممكن لزيارة البابا أنْ تتم لو أنَّ الموصل لم تشهد إزاحة عصابات "داعش" الإرهابيَّة، واستعادة 90 ألف كيلومتر كانت تحت سيطرة هذا التنظيم المتوحش، وأصدر السيستاني حينها فتوى للجهاد، وتوفر عشرات الآلاف من المقاتلين الذين أوقفوا زحف هذا الإرهاب.
ويكرر خاتلاني عبارة نيويورك تايمز، التي قالت: إنَّ السيستاني كان محاوراً مثالياً لما طرحه البابا، فهو مقدسٌ عند أتباعه، ومعتمدٌ وذو مصداقيَّة. وفي الوقت عينه تحمل قراراته ثقلًا وقوة قل نظيرها في العالم الإسلامي.
الغارديان البريطانية كتبت في تحليل لها، أنَّ السيستاني أراد بوقوفه النادر للبابا أنْ يمررَ رسالة عن أهمية اللقاء الديني الأبرز خلال عشرات السنين الماضية. وهي حركة متماشية تماماً مع ما سبق أنْ ركز عليه البابا فرنسيس من مسألة الحوار بين الأديان.