لماذا أجيب؟

منصة 2021/04/01
...

بسيم عبدالواحد
 
 
 
في ظل اخضرار السؤال 
لا تزال الأجوبة تعيش محنة الانتكاس
هذا لا يعني أنَّ السؤال مغرورٌ حد النزق
ربما في مأزق خيبة الأجوبة وخذلانها
تناسل المعنى البليد
بعددٍ صحيحٍ هو الواحد 
وتتقافز بعده أصفار لا متناهية
من احتمالات مجنونة
يتسع ويستطيل الفراغ
ما أبشع الحقيقة
حقيقة تستفز ضعفنا
وتفضح تيهنا
ونحن نجتر فشل الأجوبة
الاحتمالات اختيارات فاشلة
فيها اعترافات ضمنية بانكسار الأجوبة
تتجول فوق أمواجٍ معرفيَّة
ببوصلة عمياء
حتى أعبِّرُ عن حجم صرختي
أحتاج الى مرتفعات عالية
كي أمارس السقوط في عمق الهوة
عملية صعبة تحتاج فيها إلى انزياحات لقياس حجوم الألم
الانزياح سلاح ذو حدين 
لذا هي خسارة أخرى تضاف 
الى أرصدة الأجوبة 
يتباهى السؤال ثانية
لماذا السؤال؟!
ولماذا أجيب؟!
ولماذا كل هذا العذاب؟
الكل فائزون إلا أنا
الملائكة
الجن 
إبليس 
الحمار 
الثور 
الكلاب السائبة
إلا أنا عاطلٌ عن العمل 
فلو خيرت بين العدم والوجود 
من المؤكد سأرفض 
لعبة أسئلة المتاهة 
وأكف من توفير أجوبة ساذجة 
في خزانتي المليئة بالثقوب
كيف لي أنْ ألَّجمَ عيني 
التي تلوك أعنتها
وهي تتعقب الأحلام العارية 
كيف لي أنْ ألجم قلبي؟ 
وهو يحمحم نافخاً أوداج نبضه المنفلت كخيول وحشية 
حين يرقص قربه الجمر 
يتلذذ برائحة الشواء 
قلبي أدمن كيَّ شغافه بكلتا يديه
وهو يصر على مزاولة الجنون 
رغم الحرائق السابقة 
كيف يمسك أعصابه إنْ توترت
لو استفزه حذاءٌ بكعبٍ عالٍ 
يحتضن بكلتا يديه خصر قدمٍ للياسمين
هذه الحكاية لا تروق للسؤال
حقيقة نرفضها صراحة
ونحاول أنْ نحشد
جموع الأدلة الفارغة 
فكرة ساذجة 
أنْ ندعم الهزيمة 
قالها رجل وهو يحك صلعته البراغماتيَّة
ما أقسى هزائمنا 
ما أفدح خسائرنا 
حين نختلي بالسؤال 
نضج بالبكاء 
يحاصرنا قلل السؤال 
وللأجوبة سواتر من ورق 
كيف أحقق ذاتي من دون خبز؟
كيف أكرم ذاتي من دون عشق؟
كيف أطهر روحي من دون صلاة؟
آه لو أعلم كيف تكامل السائرون؟
والدرب مليء بإغراء السكاكين 
خيبة انكسار الأجوبة
تجعلك تبلع السعف بسلِّه
لا تزال الاجوبة 
تدور حول نفسها 
بين محور السؤال 
ومركز الدائرة 
لماذا أدنو إليك وتهرب مني؟
تعال أعطني قبلة 
أرقص معي في محور الدائرة 
ودعك من ترهات السؤال
ليس هناك متسعٌ من الوقت