البيت السعيد واسرار علاقة الزوجة بالحماة

ريبورتاج 2021/04/12
...

  عواطف مدلول
 

الابن المدلل
بينت علياء منصور أن زوجها هو الابن الاول في الاسرة بعد اربع بنات، لذلك كان وما زال مدللا لدى امه وجميع اهله، ووصفت شعورها بالندم على اختيارها له، لانه رجل لا يعتمد عليه بالمهام الصعبة، ورغم ان علاقته بامه جيدة جدا فهو مطيع جدا لها وبينهما تبادل احترام ومحبة عميقة، فانها بالمقابل تشكو من تقصيره تجاهها، اذ تعاني من اهماله وعدم مبالاته باداء واجباته المنزلية، لانه اعتاد على أن يجد من يوفر له كل مستلزمات الراحة، لذا برأيها انه لم ينصفها ابدا وينظر لها كسند له في حين لا تجده سندا لها اذا احتاجته، وقالت : "تعبت من كوني اقوم بجميع الادوار في بيتنا وهو كالطفل المدلل يهتم فقط  بملابسه واناقته ويرفض تحمل اي مسؤولية ولا يعرفها اصلا لانه في بيت اهله مدلل، حتى اني افتقد الحنان والعطف اللذين يفترض أن يقدمهما لي، لانه اعتاد على أن يأخذ ولا يعطي كما انني اجد صعوبة بالتعامل معه لانه كثير الخصام والزعل ولا يثمن جهودي وعطائي"، واضافت: "اشعر باني ضحية لسوء تربيته منذ الطفولة حتى اخوته الاصغر منه يختلفون عنه لذلك اعد زواجي منه فاشلا واحيانا افكر بالانفصال عنه، لكنه في الحقيقة دائما يعتذر ويندم عندما يسيء لي ويعترف باخطائه وتصرفاته الطائشة ما يضطرني الى مسامحته".
 
"ابو بيت"
في حين اكدت سميرة نوري أن زوجها طيب وحنون و"ابو بيت"، كما تسميه اذ يعاملها بصورة جيدة وهما دوما على وفاق وتابعت:  "احيانا احسد نفسي على وجوده في حياتي فهو اعظم هدية من الله وخلال عشرتي معه والتي اثمرت اربع بنات وولدا عرفت نقطة ضعفه اثناء حديثه المتكرر لي وشكواه من الماضي الذي ذاق مرارته جراء سوء معاملة والديه له وبالذات والدته، رغم انه الابن الاكبر بالاسرة فقد كان الاب قاسي القلب والام صاحبة شخصية ضعيفة وغالبا ما تفضل الابن الاصغر عليه ما جعله يظن انها تكرهه لاسباب كان يجهلها وبقى يعاني من الاهمال حتى وجد الامل الذي كان يفتقده طوال عمره عندما تزوجنا واصبحت له حياة جديدة اجمل من حياته السابقة، فاستطاع تعويض سنوات الحرمان بعلاقته معي، لذا بنينا مملكة هادئة يسودها التفاهم والاستقرار، اذ لا مشكلات ولا خلافات".
 
شخصية ناضجة
بينما وصفت سما ارشد والدة زوجها التي انتقلت الى جوار ربها قبل سنة: "كانت انسانة متحكمة ومسيطرة على البيت وتتمتع بشخصية صلبة وقد فرضت قوانين صارمة وقواعد اساسية من اجل ادارة الوضع في الاسرة وجميع ابنائها مطلوب منهم الالتزام بها، فتعلموا السير على طريقتها وعدم الوقوف امامها او الاعتراض على تصرفاتها وكلامها حتى لو كان خاطئا وغير صحيح ورغم انها كانت حادة بالتعامل معهم، لكن اولادها كانوا يحبونها ويسعون لرضاها والتقرب اليها وبعد وفاتها تمكن جميعهم من الاعتماد على انفسهم في حياتهم الخاصة"، واضافت سما  "اشعر بالراحة لان شخصية زوجي قوية وناضجة وبالوقت نفسه يعطيني مساحة من الاحترام والحرية والاهم من ذلك يحبني بصدق واخلاص".
 
امرأة مسترجلة
من ناحية اخرى فان مرتضى جاسم لم يوفق في الزواج وخاض التجربة لمرتين من دون جدوى، اذ قال : "لم انجح في زيجتي الاثنتين لاني كنت ابحث عن امرأة تشبه امي بحنانها وعطائها وتضحيتها  رغم ان والدي كان ظالما لها ولم تنل منه غير الاذى، فكنا نجدها امام ذلك صامدة وهي ضعيفة ومنكسرة ونتألم عليها كثيرا"، وتابع: "لم اتوقع أن اتزوج من امرأة متسلطة ومسترجلة تحاول التحكم بي واخرى تسعى للتقليل من مكانتي، اذ تمنيت أن تشاركني حياتي امرأة تحمل طيبة امي نفسها وتضغط على قلبها في سبيل اسعادي وتصدقني وتشعر بي عندما اشكو اليها وتستوعبني وتصبر على اخطائي وهفواتي".
 
خائن واستغلالي
وحكت منال عماد : "خذلني جدا عندما عرفت حقيقته بعد الزواج، اذ ارتبطنا على اثر قصة حب مثالية وعدني خلالها بانه سوف يسعى لاسعادي و يبحث عن عمل الى جانب وظيفته التي يتقاضى عنها اجورا تكاد تكون متواضعة ولكن بمرور السنوات وضعه المادي لم يتبدل لانه لم يجتهد في سبيل تحقيق حلمنا، لاسيما بعد ان اكتشفت ان امه تساعده بمصاريفه الشخصية الخاصة لكنها احيانا تعجز عن ذلك لانها تعمل في بيتها بمهنة الخياطة وتحتاج اموالا كثيرة خلال مراجعتها للاطباء، فهي سيدة كبيرة بالسن وتعاني من الاصابة بعدة امراض، لذا صار في كل ازمة تمر به يشكو الحرمان المادي ما جعله يفكر في استغلالي بشتى الطرق وفي كل مرة عشقي له يدفعني لتقديم العون له والوقوف الى جانبه خاصة ان علاقتي بوالدته باتت عميقة فحبي له جعلني احبها كأمي المتوفاة، لاسيما انها امرأة صالحة وغالبا ما اجدها تتضامن معي في كل مشكلة تحصل بيننا بسبب سلوكياته الخاطئة من ناحية محاولاته العديدة للخيانة وعلاقاته السيئة مع بعض النساء ومن ناحية اخرى عدم شعوره بقيمة الاموال فاذا توفرت بيده يبذرها على ملذاته وشهواته".
عقدة أوديب
وختم الباحث النفسي والاجتماعي الدكتور عبد الكريم خليفة برأيه موضحا: "من المؤكد ان علاقة الابن بأمه لها تأثير كبير في علاقته بزوجته في المستقبل، إذ يختزن ركائز هذه العلاقة باللاشعور وتظهر على شكل محفزات عند الكبر وبواسطة عقدة اوديب عند الذكور والكترا عند الإناث و تظهر هذه العقد في عمر الثلاث سنوات الى عمر الست سنوات، إذ ان الرجل يختزن هذه العلاقة بصور معرفية وجسدية ولفظية وعند الكبر يبحث في زوجته عن هذه الصور ومدى مطابقتها وكل هذه الأفعال هي باللاوعي ولا يدركها، لكن يحدث سوء توافق زواجي وهو لا يعرف السبب، اضافة الى هذا الموضوع فان طريقة دلال الأم لأولادها او حرمانهم أو استخدام العنف معهم أيضا تتشكل من خلالها علاقة الزوج بزوجته في المستقبل لأن الابن يحاكي والديه وتؤثر هذه السلوكيات في زوجته بطريقة تعامله وطبيعته وكأنها نسخة من طبيعة هذه العلاقة وهذا ينطبق أيضا على الإناث مثلما يؤثر في الذكور".