سعاد البياتي
بالرغم ما يحمله فيروس كورونا (كوفيد- 19) من سلبيات وكوارث وتحديات عظيمة، إلا أنه يحمل في طياته بعض الإيجابيات التي تحتاج إلى وقفة جادة لاستنباطها، فالجائحة حاصرت العالم وفرضت عليه قيوداً لكل من ينشد السلامة، والتباعد الاجتماعي قد يبدو للوهلة الأولى أنه سلبية ولكنه في حقيقته إيجابية بالنسبة للأسرة الواحدة.
إحدى الاسر التي تفاءلت بهذا الشهر وعدته حلما من احلامها، بأنها تسعى وبكل جهودها لتوفير الراحة التامة لأفرادها ومن الجوانب كافة، فهي تنتظره بفارغ الصبر للم شمل الأسرة ومعرفة خلجاتهم، وقد تحقق ذلك في شهرنا الكريم رغم ظروف الحجر والتباعد، فزاد من تواجدهم وتقاربهم في المنزل، وهذا اشد ما يسعدها.
عن هذا الموضوع تحدثت الباحثة الاجتماعية سجى عدنان بالقول: التواجد المستمر في المنزل جعل من التقارب الأسري أحد حسنات هذا الفيروس، بالرغم من يقول بأن العنف الأسري تفاقم في هذه الفترة ولكن في الحقيقة بأن العنف الأسري يمارسه البعض قبل أزمة فيروس «كورونا» بمعنى أنه في الأصل موجود عند بعض الأسر وليس ظاهرة خلال الأزمة فقط.
ولأننا في شهر الخير والبركة والمحبة، امسى الحجر المنزلي يتمتع بصفات قريبة الى النفوس، إذ إن تواجد افراد الأسرة ومساعدتهم لبعضهم والجلوس على مائدة الافطار، والصلاة في المنزل جعلت التقارب هدفا يتحقق بالاضطرار، الا أن نتائجه ذو فائدة كبيرة، الجلوس في البيت في هذه الفترة حقق الاندماج الأسري ومكاسب لكل فرد في الأسرة، وشهر رمضان أيضاً يحقق الكثير من الترابط.
{رمضان الأسرة}
شعار أطلق للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد- 19)، لمزيد من التقارب الأسري والتشجيع عليه حسب عدنان التي تشجع على هذا الشعار، وتعده من رموز الشهر الكريم. فالبيوت العامرة بأفرادها قادرة على أن تتحول إلى مساجد تحقق فوائد وفضل الصلاة في جماعة بإمامة الأب، فرب الأسرة هو أساس البيت ذو شأن عظيم لارتقاء الأسرة وإعمار المنزل ورمضان الأسرة، لا شك بأن له دورا كبيرا في الترابط والتقارب الأسري وإعادة البناء من جديد، ونشر اخبار الافراد بعضهم لبعض والتعرف على احلامهم وافكارهم بعد تباعد اشهر عدة نتيجة انشغالهم بأعمالهم او دراستهم او غير ذلك .
أهدافٌ أسريَّةٌ
استقرار المجتمع من استقرار الأسرة وبحاجة أكبر إلى تكاتف الافراد مع بعضها البعض في مواجهة العقبات، التي قد تؤدي لا سمح الله إلى التفكك الأسري، فكيان الأسرة يتحقق في تماسكها والتشبث بجذورها واصالتها، الأب والأم هما القدوتان الصالحتان لأبنائهما وهما الطريق السوي الذي يجب أن يقودا أبناءهما فيه، ورمضان هذا العام بالفعل مختلف برغم التباعد الاجتماعي، إلا أنه يحقق أهدافاً أسرية بفضل التقارب. مساعدة الأب والأم في المنزل تقارب، تعليم الأبناء وإرشادهم تقارب، الصلاة في جماعة تقارب، مشاهدة برامج مع الأسرة تقارب، مناقشة بعض القضايا والتعرف على طموحات الأبناء تقارب، تشجيع الأسرة على العمل التطوعي حتى من خلال المنزل تقارب، تبادل الحب داخل الأسرة تقارب، والكثير الكثير من المفاتيح التي تدعو إلى التقارب داخل الأسرة. كل ما في الأمر استخدام المفاتيح الصحيحة لكل فرد للتماسك ونبذ الخلافات، رمضان الأسرة بروحانية هذا الشهر دعوة لترتيب الأولويات ووضعها في المكان الصحيح ولإعادة الحسابات والنظر عن كثب إلى الهدف السامي للدعوة الربانية في تكوين الأسرة ومعرفة حقوق وواجبات كل فرد من أفرادها.