احمد الفرطوسي
مع بدء ايام شهر الخير والبركة شهر رمضان المبارك تستعد كل الاسر العراقية لشراء المواد الغذائية الخاصة بطقوس ذلك الشهر الكريم، فأسواق السماوة تشهد يومياً رواجاً مستمراً للتبضع، ولأن التجار يجدون فيه فرصة مناسبة لزيادة أرباحهم، وخصوصاً مع ازدياد الطلب على المواد الاستهلاكية والغذائية، ففي بداية الشهر الفضيل تلتهب أسعار الخضراوات والفواكه والعصائر والتمور، ومع أيامه الأخيرة واقتراب عيد الفطر تحلق أسعار الحلويات والألبسة عاليا، "الصباح" كانت لها هذه الجولة في أسواق السماوة.
المواطن رحمن علو (كاسب) قال لـ"الصباح": ان "هنالك قائمة أعدت من قبل اسرتي لشراء المواد الرئيسة كـ (الرز، واللحوم، والنشأ) وغيرها من المواد التي نحتاجها في مائدة الإفطار، وبعدها وخلال أيام الشهر الكريم تبدأ مراحل تسوق أخرى، واعتقد ان هنالك تحسنا في دخل المواطن اسهم في أن تشهد السوق العراقية انتعاشا ملحوظا، رغم ارتفاع أسعار بعض المنتوجات والمواد الغذائية، الا ان التنافس بين الشركات المنتجة لتلك المواد واختلاف منشئها جعلا هنالك فارقا في الأسعار وكما ذكرنا سابقا فان ارتفاع الأسعار لم يثن المواطنين عن شراء أغلب مستلزمات شهر رمضان المبارك".
أسباب الارتفاع
من جانبه قال راضي عبدالحسين صاحب محل لبيع الخضراوات والفواكه: "ان اسعارنا لهذا العام ارتفعت بسبب الضرائب التي تفرضها الحكومة على مستوردي البضائع الغذائية من البلدان المجاورة، ويضاف الى ذلك مخازن التبريد والنقل وإيجار المحال"، منوها بأن "جميع الفواكه التي ابيعها هي من سوريا ولبنان وايران وذات أسعار مرتفعة، إلا إنها مطلوبة لدى الكثير من الاسر العالية الدخل".
مفردات البطاقة التموينيَّة
مدير المركز التمويني في المثنى محمد موسى قال لـ"الصباح": "ان فرعنا قام بتجهيز الوكلاء في اقضية ونواحي المثنى بالمواد المتوفرة في مخازن الشركة وهي الرز والسكر والزيت والطحين قبيل حلول شهر رمضان المبارك وذلك للتخفيف عن كاهل المواطنين وخاصة الفقراء واصحاب الدخل المحدود"، مبينا "ان مركز تموين المثنى سيقوم بتجهيز الوكلاء باي مادة تصل الى مخازن الشركة للحد من التلاعب في اسعار تلك المواد في السوق المحلية".
جولات رقابيَّة
من جانبه قال مدير الصحة العامة في المثنى عباس عبد الصاحب: "ان ملاكات الرقابة الصحية تقوم بحملات تفتيشية مستمرة في الاسواق والمحال التجارية، خصوصا مع قدوم شهر رمضان المبارك وذلك لحماية المواطنين من المواد المنتهية الصلاحية التي يسوقها بعض ضعاف النفوس بأسعار مغرية ومن دون توفير المكان الملائم من قبل اصحاب البسطيات وسيارات الحمل التي تبيع بضاعتها تحت اشعة الشمس، موضحا "دور شعبة الرقابة الصحية في جميع قطاعات المحافظة يبرز في حماية المستهلك من المواد الغذائية المنتهية الصلاحية واتلافها حسب قانون الصحة العامة".
اللحم مادة اساسية
كاظم نعيم (قصاب) اكد أن "سعر الكيلوغرام من اللحم في محله لا يتجاوز الـ (10) آلاف دينار خلال ايام شهر رمضان المبارك وحتى بقية الاشهر، اذ ان اللحم يعتبر مادة اساسية لدى الاسرة العراقية، وتعمل منه ربة البيت انواعا عديدة من المأكولات كـ (الكبة، الدولمة، الكباب، المحشي)"، لافتا الى "وجود بعض محال القصابة التي تقوم برفع الاسعار وهنا يجب أن يبرز دور الجهات الرقابية لمنع هكذا حالات، علما ان مدينة السماوة واقضيتها ونواحيها يقوم مواطنوها بتجهيز اغلب متطلبات الشهر الفضيل قبل قدومه بأيام تحسبا لارتفاع الأسعار".
آمال مؤجلة
وشكا العديد من المواطنين من ازدياد اسعار المنتوجات المستوردة كالبقوليات وما شابه ذلك من المنتوجات المعلبة، احمد غانم (44 عاما) يحدثنا بلغة العاجزين قائلا: "لم نتوقع ان يكون شهر رمضان متزامنا مع ازدياد سعر صرف الدولار الذي يرتبط بالمستورد ارتباطا وثيقاً، فالرقابة معدومة، كما ان ارتفاع الاسعار بهذا الشكل يجعلنا امام صدمة كبيرة في هذا الشهر الفضيل، والذي اعتاد اغلب العراقيين فيه على أن يملؤوا موائدهم بانواع الاكلات، فهل يا ترى هناك امل بارجاع صرف الدولار الى سعره القديم، فالناس فقراء ويعتمدون على المنتوجات المستوردة ذات السعر المناسب الذي يعطيهم الفرصة لشراء ما تتطلبه معيشتهم البسيطة".