مزج النص الشعبي بالفنون الأخرى كاظم غيلان انموذجاً

ثقافة شعبية 2021/04/25
...

 منذر زكي
 
كذلتك ساكنه الماي
وجبينك بالرمل سارح
 
يدق الجرس في ذهني بعد قراءة هذا المقطع الشعري، للكاتب والشاعر كاظم 
غيلان، منبها على أن شيئا يكاد أن يضمحل ويتجه نحو الزوال، الا وهو مزج النص الشعبي بالفنون الادبية الاخرى. اذ امتاز البيت اعلاه، بسيمفونية شعرية عذبة، ترمي بقارئها نحو التأمل والخيال الباذخ، وبهذا ارتقى غيلان بلغته الشعبية، صوب احضان فنون الموسيقى العريقة، في منحى ابداعي  خرج به من شرنقة المتداول في الطرح الشعري، ولم يكتف بذلك، بل فتح نافذة أخرى تطل على مرابع الادب والثقافة.
 
يلطولك مناره ونابته بروحي
هضيمه اطيح
 
هنا ينحت غيلان منارته العالية والمكللة بالمحبة والخوف على حد سواء، فضلا عن المامه العميق بجوانب معرفية شتى، ومنها صناعة الدهشة في قصائده، فعندما سطع نجم فكتور هيغو، ونال ما يستحقه من شهرة تسيده فوق كرسي الثقافة الفرنسية، وبصورة مطلقة، لم يكن ذلك من فراغ، وانما بمسيرة نشأت منذ نعومة أظفاره، اذ لم يتجاوز الرابعة عشرة، وعمل على تطوير المسرح وبلوغ ذائقته الشعرية على نحو مغاير، واسس جمعية الادباء والفنانين العالمية.
أما الروائي والشاعر الالماني، يوهان غوتة، فاضاف على متنه الأدبي نكهة العلوم والطب والنبات والهندسة والحقوق والسياسة، وسميت أشهر المعاهد باسمه (معهد غوتة الشهير). ومما لا يخفى عن الجميع، ان الشعراء: الجواهري وبدر 
شاكر السياب ونازك الملائكة ومظفر النواب كانوا وما زالوا مدرسة أدبية لا تمحى من الخارطة الشعرية العراقية والعربية، فضلا عن اسماء بارزة تلتهم وهم: علي الشباني ورياض النعماني، وحمزة الحلفي، من صهيل الليل العراقي.
 
جايب الكمره 
ركص للماي
 
يحلق غيلان دائما بسرب سبعيني، مبتعدا عن المألوف في الطرح، مبرهنا أن الابداع الادبي والثقافي  ليس مقيدا، ولا يحوي خطا احمر، فإن ذروة المعرفة دائمة التجدد والحداثة.