شموع رمضان تنير طريق التوحيد

منصة 2021/04/25
...

  عبدالرضا موات البهادلي
الشموع لها دلالات رمزية ومادية ربما في حياتنا وهي عبارة عن نسيج من البهجة يزدان بها حتى بين الاحبة، لأنها نقطة ضوء وشموع رمضان ربما تقترب من هذا المعنى الاصطلاحي بيد انها تفترق عن المعنى الرمزي.
فشموع رمضان عبارة عن أنهر وسواقٍ باردة تموج بعبق التراث والاصالة تأتي كل سنة على شاكلة مميزة ونقية، وهي باردة في الصيف دافئة في الشتاء مرتدية جلابيب الفرح والبهجة لا يعرف في قاموسها تعابير الحزن والانقطاع، بل الابتهاج والتلاقي تحت خيمة هذا الشهر الفضيل.
 
وشموع رمضان هي ساعاته وايامه موزعة بين الحركة والسكون، فلكل يوم طقس من الطقوس مع الطقس الجمل الذي هو الامساك عن الطعام والشراب غيره من طلوع الفجر حتى غروب الشمس.
ففي رمضان ضحى رمضان ونهار رمضان وغرة رمضان زيادة على ليالي رمضان اللاتي فيهن الغرر والسرر وكذلك البيض. والليالي البيض لا يفارقن الشهر العربي بيد ان في شهر الصيام جزءا أعظم هو الثلث الاخير من الليل. فهو الوقت الامثل للقيام والتهجد، فضلا عن الفجر وما ادراك ما الفجر الرمضاني الذي يكون كالصباح في الحركة والنشاط.. كل هذه من شموع رمضان.
وشموع شهر الغفران تتجد كالنحت في اللغة العربية الذي يساير الصفة في الوصف ويغايرها في المعنى. فالعظمة بطريقة البساطة والنبل بحرية السلوك وبعث الفضيلة بلا ترهل والعودة الى الذات من غير قسر ولا قهر والاهتمام بالاخر بمذاكرة الشهر نفسه والحث على الخير. فشموع رمضان معبدة لمثل عليا عالية المنال تتسامى مع ارواحنا حين نطلق لها العنان بالتمسك بالغيب البهي والعمل والسعي بجد نحو ابواب السماء المفتحة، والسير على الطريقة الواضحة بالاعتدال واللين وتقبل المحاورة الحسنة وعدم ازدراء الاخرين وقناعاتهم تحت اي مسمى، فضلا عن حب الايثار والشعور باَلام الاخرين وآهاتهم ومحاولى اضاءة الدرب بالنور الرمضاني الذي يلتفت اليه الجميع؛ مسلمين وغير مسلمين. لانه طقس منفرد على هذه المعمورة جدير بالاهتمام، فلا اجدني مبالغاً حين ازعم من أن ثلاثة ارباع سكان الارض عندهم فكرة ربما بسيطة عن شهر الصيام لانه موسم له صدى واسع ومساحة كبيرة في الثقافة الدينية، لا سيما بعد ان اصبح وصفة متبناة من قبل بعض المراكز الطبية في العالم الغربي التي توصي بالامساك لفترات محددة، زيادة على وجود طقس الصوم نفسه في الاديان الاخرى لا سيما السماوية، كالديانة اليهودية والمسيحية، وإن كان بطريقة تغاير الطريقة الاسلامية، فاشعاع النور وطاقته في شهر القرآن تجعل منه اجمل شمعة واكبر ضياء يطل على هذه الارض الغارقة بالتشريد والويلات التي معظمها من صنع الانسان نفسه، فشموع رمضان لا تنطفئ ونمضي ويبقى هذه الشهر الفضيل هو الشاهد على اعمالنا.