السياحة في كردستان.. تأثيرات وخسارات

ريبورتاج 2021/04/26
...

  خالد ابراهيم
مما لا شك فيه أن لفايروس كورونا تأثيراً كبيراً في كل مرافق الحياة، لاسيما المرفق السياحي والجانب الاقتصادي منه، واثر كذلك في الشركات وكل المرافق الرياضية والترفيهية، اذ ان للفيروس تأثيراً كبيراً في ايقاف وتقليل الحركة السياحية في الاماكن والمناطق السياحية في مختلف مدن ومحافظات اقليم كردستان العراق، بسبب قلة او انعدام توافد السياح في اوقات الحظر الكلي الى هذه الاماكن.
حدثنا مدير المعهد العراقي لصيانة الآثار الدكتور عبدالله خورشيد عن هذا الموضوع قائلا: "بما ان مدينة اربيل كانت عاصمة السياحة في العراق عام 2014، فقد تقدمت في الكثير من المجالات السياحية، بما قدمته حكومة اقليم كردستان في هذا الصدد من خلال بناء العديد من المرافق السياحية، فعلى مدار السنة كانت هنالك مرافق واماكن سياحية تستقطب الناس، وكانت اعداد الوافدين الى الاقليم هائلة، ولكن بسبب هذا الوباء الخبيث الذي حل على العالم كله، واثر في جميع مرافق الحياة،  فكان له تأثير في اقليم كردستان العراق وبالتحديد في اربيل، فقد اثر في كل المرافق السياحية و الاقتصادية ايضا، ولاحظنا كيف توقفت الوفود السياحية، وكان سبباً في توقف الفنادق والمطاعم والمرافق السياحية الاخرى، وايضا شلت حركة العمران والبناء، ولم تبق كما كانت في السابق وانما تراجعت كثيرا، لكن قبل اكثر من شهرين اصبح هنالك متنفس آخر للناس، وبدا من عودة المرافق السياحية وانتعاشها بعض الشيء".
 
الحكومة محقة
واكد خورشيد "ولكن في هذه الايام ايضا نلاحظ عودة الحظر الجزئي او الحظر الكلي، وبالتأكيد بدأت الناس بالامتعاض، ونحن نرى أن الحكومة  محقة والناس كذلك، ولابد من تعاون الجميع وكل الجهات من اجل مواجهة هذا الفيروس اللعين وايقاف هذا الوباء، ونأمل أن يمن الباري عز وجل بالصحة والسلامة والعافية على العراقيين اجمع، وأن تعود الامور الى سابق عهدها والخلاص من هذا الفيروس والوباء، فنحن نعيش كما يعلم الجميع في بلد يمتلك كل مقومات السياحة، ونتمنى أن تعود الامور الى ما كانت عليه قبل الجائحة، ويتوافد الناس ويستمتعون بقضاء اوقات مليئة بالفرح والسعادة والسرور، والكل ينعم بالصحة والعافية".
توقف كامل
اما مدير الاعلام والعلاقات في الهيئة العامة للسياحة في اربيل، نريمان فاضل فتطرق الى تأثيرات الجائحة والحلول لتقليل خسائر الشركات والمرافق السياحية قائلا: "بشكل عام اثرت جائحة كورونا في كل مرافق الحياة، ولكن على وجه الخصوص اثرت تأثيرا واضحا وكبيرا في السياحة، فاذا ما استذكرنا العام الماضي وفي شهر شباط ولغاية شهر آب، كان هناك توقف كامل للمرافق السياحية بسبب الحظر الكلي، ما ادى الى خسائر كبيرة اذا ما علمنا ان كل المطاعم والفنادق والاماكن والمناطق السياحية كانت قد اغلقت بسبب الجائحة، ولهذا يمكنني القول ان السياحة كانت من اكثر القطاعات تضررا بسبب تفشي فيروس كورونا، ولهذا اتمنى أن نتخلص وباسرع وقت من هذا الفيروس اللعين والاّ تعود تلك الايام وخصوصا  العام الماضي، وكذلك ادعو المواطنين للالتزام بالقواعد والارشادات الصحية لكي لا نعود الى الحظر الكلي، ولنتجنب الفيروس و تشديد الاجراءات وغلق الاماكن والمرافق السياحية، فبالتأكيد عند غلق الاماكن السياحية وعدم مجيء السياح لهذه المناطق، فسيكون لذلك تأثير سلبي في الجانب الاقتصادي بشكل عام والجانب السياحي بشكل خاص".
 
السياحة مابعد الجائحة
واضاف نريمان "ان الحل الوحيد لتعويض الخسائر المترتبة على الاماكن السياحية هو تعويضهم من خلال اقامة فعاليات ونشاطات ومهرجانات كفيلة بجذب السياح، وبالتأكيد يكون ذلك بعد التخلص من فيروس كورونا، ويجب أن تكون هناك استضافة للشركات السياحية، وان تكون هنالك سبل تعاون مشترك في ما بيننا، وأن نستقطب اكبر عدد ممكن من السياح للاماكن السياحية والآثارية، للتعويض عن الخسائر الناجمة بسبب الجائحة، ونحن في الهيئة العامة للسياحة في اقليم كردستان العراق لدينا برامج خاصة من خلال اقامة مؤتمر كبير بعد الخلاص من الجائحة تحت عنوان "السياحة ما بعد الجائحة" لكي نتمكن من الخروج بعدد من التوصيات والنقاط المهمة ونقوم بارسالها الى مجلس الوزراء في حكومة اقليم كردستان العراق، لكي يتم العمل عليها من اجل اعادة تنشيط المرافق السياحية وتعويض بعض الخسائر الناجمة عن فيروس كورونا، وان نتمكن من وضع خطط وبرامج كفيلة من اجل جذب واستقطاب السياح". 
واردف "كان من المقرر أن يعقد هذا المؤتمر في بداية شهر آذار من هذا العام، ولكن بسبب تشديد الاجراءات من قبل اللجنة العليا لمواجهة فيروس كورونا وقرارات وزارة الداخلية والصحة من خلال عدم اقامة اي تجمعات او لقاءات وايقاف عقد ورش العمل والمؤتمرات، قد تم تأجيل المؤتمر الى وقت آخر لتتم دراسة وبحث السبل الكفيلة بتنشيط واستمرار تطوير القطاع السياحي من خلال وضع الخطط والبرامج، واستضافة الخبراء المختصين في المجال السياحي".
 
السياحة الافتراضيَّة
اما عثمان توفيق فتاح وهو خبير في المجال السياحي وطالب دراسات عليا في علم السياحة والآثار، فحدثنا عن السياحة في ظل تفشي فيروس كورونا قائلا: "بالتأكيد السياحة تعني تواجد الناس، اما السياحة مع كورونا فلا تعني شيئا، فوجود فيروس كورونا يعني بقاء الناس في المنازل وهو ضد السياحة، وبدأت الناس في كل العالم بالبقاء في المنازل لتجنب الاصابة  بالفيروس، وممارسة حياتهم الطبيعية من خلال الانترنت والاونلاين، وكذلك بدأت فكرة السياحة الافتراضية والتي بدأ تطبيقها في بعض المتاحف العالمية في بريطانيا واوروبا بشكل عام، وهي عن طريق الاونلاين، وبالتأكيد السياحة تكسب وتؤتي ثمارها من خلال تواجد المواطنين، اما عند عدم توافد السياح او المواطنين على هذه الاماكن، فلن تجدي نفعا، فالفنادق على سبيل المثال ستبقى فارغة وخالية من الناس وبالتأكيد ستكون لذلك نتائج سلبية على اصحابها، وكذلك الاماكن السياحية ايضا، فمثلا سابقا قبل الجائحة كان يزور احد المرافق السياحية باليوم وعلى سبيل المثال مليون شخص، وعند عدم توافد اي شخص فبالتأكيد النتائج السلبية ستظهر على هذا المرفق من خلال توفير الخدمات السياحية والصحية، واذا ما استمرت لا سمح الله الجائحة مثلا في الاماكن السياحية سواء في اربيل او السليمانية او دهوك فالخدمات السياحية التي كانت تقدم سابقا في الاماكن السياحية من المؤكد بعد تركها وعدم مجيء السياح قد لا تعود الى ما كانت عليه قبل الجائحة لخلوها من التطوير بشكل مستمر، لعدم وجود الوفرة المالية لذلك، ولهذا السياحة مهمة جدا، فالاماكن السياحية تزدهر من خلال تواجد وتوافد السياح اليها".