بيداء مهدي
وردت أحاديث كثيرة في فضل قراءة القرآن خلال شهر رمضان، فقال الامام محمد الباقر (ع): "لكل شيء ربيع، وربيع القرآن شهر رمضان" وقال الرسول (ص):
"من قرأ في رمضان آية من كتاب الله كان كمن ختم القرآن في غيره من الشهور".
ولكن ما فائدة قراءة القرآن بلا تدبر في آياته وفهم معانية؟! فقد سأل أبو بصير الإمام جعفر الصادق (ع) عن مدة قراءة القرآن (في حديث طويل) فقال الامام (ع): إن لرمضان حقا وحرمة لا يشبهه شيئا من الشهور، وكان أصحاب محمد (ص) يقرؤون القرآن في شهر أو أقل، إن القرآن لا يقرأ هذرمة (الهذرمة: السرعة في القراءة) ولكن يرتل ترتيلا فإذا مررت بآية فيها ذكر الجنة فقف عندها وسل الله عز وجل الجنة وإذا مررت بآية فيها ذكر النار فقف عندها وتعوذ بالله من النار. هذا حال من كان في ذاك الزمان ممن يتقن اللغة. فكيف يكون حالنا ونحن قد ابتعدنا عن اللغة وصار الغزو الثقافي الغربي كبير بدرجة أننا لا نفهم الكثير من كلمات القرآن مع أنها باللغة العربية؟ والخوف أن الإنسان يصل إلى بعض الآيات التي تنهى المؤمن عن أمر فلا ينته، وتعظه فلا يتعظ. كحال الكثير ممن يقرأ الآية التالية: "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" فعندما يقرأها القارئ من دون تدبر، فانه يكون مصداقا للقلوب المقفلة. وبدل من أن يتبارك بالقرآن يلعنه القرآن. فقد قال النبي (ص): رب تال القرآن والقرآن يلعنه. وقال (ص): إن أحق الناس بالتخشع في السر والعلانية لحامل القرآن، وإن أحق الناس بالصلاة والصيام في السر والعلانية لحامل القرآن. وقال أمير المؤمنين (ع): من قرأ القرآن فمات فدخل النار فهو ممن كان يتخذ آيات الله هزوا، لذلك فلو قرأ في رمضان سورة ودرسها، وتعلم قراءتها، وحفظها، وتدبر معانيها، وأكثر المطالعة على كتب التفسير حولها وعمل بما فهمه منها، ومن ثم أخذ عقائده الحقة منها ولا تؤثر فيه الفتن والأهواء، فإنه يخرج من شهر رمضان بالنتيجة المرجوة حقا، فتكون استفادته من القرآن ليست آنية وإنما لمدى الدهر حتى يصل الى القبر ويوم الحشر يقول الله عز وجل له يوم القيامة، اقرأ آية وأرقى درجة في الجنة و يكون من الفائزين في الدنيا والآخرة. وهنالك أحاديث كثيرة تدل على أهمية التدبر وتعلم القرآن، فعن أبي عبد الله الصادق (ع) قال: الحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة. وقال الرسول (ص): تعلموا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة صاحبه في صورة شاب جميل شاحب اللون فيقول له القرآن: أنا الذي كنت أسهرت ليلك وكتبت لك أجرك وأجففت ريقك وأسلت دمعتك أؤول معك حيثما ألت، وكل تاجر من وراء تجارته وأنا اليوم لك من وراء تجارة كل تاجر وستأتيك كرامة من الله عز وجل فابشر، فيؤتى بتاج فيوضع على رأسه ويعطى الأمان بيمينه والخلد في الجنان بيساره ويكسى حلتين ثم يقال له: إقرأ وإرق فكلما قرء آية صعد درجة ويكسى أبواه حلتين ثم يقال لهما: هذا لما علمتماه القرآن.
وعنه ايضا: من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه وجعله الله عز وجل مع السفرة الكرام البررة وكان القرآن حجيزا عنه يوم القيامة يقول: يا رب إن كل عامل قد أصاب أجر عمله غير عاملي فبلغ به أكرم عطاياك، قال: فيكسوه الله العزيز الجبار حلتين من حلل الجنة ويوضع على رأسه تاج الكرامة ثم يقال له: هل أرضيناك فيه؟ فيقول القرآن: يا رب قد كنت أرغب له فيما هو أفضل من هذا فيعطى الأمن بيمينه والخلد بيساره ثم يدخل الجنة فيقال له: اقرأ واصعد درجة، ثم يقال له: هل بلغنا به وأرضيناك فيقول: نعم.
قال: ومن قرأه كثيرا وتعاهده بمشقة من شدة حفظه أعطاه الله عزوجل أجر هذا مرتين. اخوتي.. فلنهتم بالقرآن ونتعاهده بصدق خاصة في شهر ربيع القرآن لنكون من الفائزين دنيا وآخرة.