جوان جمال
التقت شرارة نار مع قنينة اوكسجين مع إهمال وسوء إدارة لتصنع كارثة كبرى أزهقت فيها أرواح عشرات الأبرياء، كارثة جعلت الشعب العراقي يعيش مشاعر الحزن والصدمة الكبرى.
في لحظة تصاعدت فيها النيران من ردهة الى ردهة ومن طابق الى طابق، ليتحول (ابن الخطيب) من مستشفى لعلاج مرضى كورونا ومنحهم أوكسجين الحياة، الى جدران من لهب ودخان وموت.
تحول ابن الخطيب الى كابوس ترقص فيه الأشباح بعد أنْ تحولت أجساد المرضى ومرافقيهم الى جثث متفحمة وهو المكان الذي قصدوه للعلاج والتخلص من وباء كورونا فإذا بهم يتحولون الى ضحايا وباء آخر هو الإهمال.
ومنذ لحظة الحريق الى اليوم توالت صرخات الحزن والاستنكار والتعبير عن مشاعر الألم والحزن وتوجيه عبارات النقد وطرح الآراء والأفكار بخصوص إجراءات السلامة والأمان، وبخصوص واقع المستشفيات والخدمات الصحيَّة، وبخصوص الكيفيَّة التي تدار بها المستشفات الحكوميَّة.
والغريب في الأمر هو انطلاق ردود الافعال بعد حصول الكارثة، فأين كانت كل هذه الاصوات قبل الكارثة؟ ولم نسمع اي صوت لتحذيرنا من حدوث الكارثة، لماذا لم يحذرنا أحد ولم يصرخ أحد ولم يتحدث أحد؟
فالمستشفيات الحكومية تغرق في المشكلات وتغوص في الإهمال وسوء الإدارة ولم يلتفت لها أحد إلا بعد فوات الأوان.
فما هو دور الصحافة الاستقصائية وما هو دور اللجان البرلمانية، وما هو دور الإعلام، وما هو دور رجال السياسة وقادة الرأي وصناع القرار.
الجميع تعوَّد على انتظار حصول الكارثة لينتقد ويصرح ويستنكر ويعبر عن الحزن والقلق وتبادل الاتهامات..
وليتهم تحركوا وتكلموا وبحثوا واستنتجوا واتخذوا القرارات لمنع الكوارث قبل حصولها، لا انتظار الكارثة والبكاء على اطلالها.