نهضة علي
ما زال الشيخ المسن ابو جبار معتزا بانتمائه القروي، وطبيعة المعيشة البسيطة بالرغم من تطور اساليب العيش والتشبه بحياة المدن، فقد اكد أنه من اشد المتابعين للأحداث خارج قريته التي يسكنها، ومهتم بما يدور في ساحة السياسة والاقتصاد والحياة الاجتماعية، وهو ديدن اهل القرى منذ صغرهم ، الا ان حياتهم ينظمها الانتماء للعشيرة، وتكاد أن تكون روتيناً يومياً مليئاً بالجهد، اذ يبدؤون بيوم العمل منذ الصباح الباكر او ساعات الفجر، للاعتناء بحاصلهم الزراعي او تربية الحيوانات، فضلا عن التردد على السوق ومن ثم الركود في ساعات القيلولة ويعاودون الكرة عصراً.
وقال ابو جبار "ان تطور الحياة بربط الريف بالمدينة بعد استحداث الطرق وانسيابيتها ادى الى ذهابهم الى أسواق المدينة كثيرا من اجل كسب المال عن طريق تسويق محاصيلهم ومنتوجاتهم، فضلا عن تغيير بناء المساكن وتقليد المدينة، وكساد الزراعة في سنوات سابقة وظهور الجماعات الإرهابية، اديا الى لجوء البعض منهم الى البحث عن اعمال اخرى"، ونوه بان "الزراعة في محافظة كركوك هي زراعة الخضراوات، ولا توجد زراعة البستنة او تكون قليلة، وللفلاح نوعان: الفلاح الديمي والفلاح المربي".
الزراعة مهنتهم
مستشار المحافظ عماد ادهام أكد لـ"الصباح"، "ان في كركوك اربعة اقضية و16 وحدة إدارية، مراكزها مدن والمناطق التابعة لها ريفية زراعية وتشكل المناطق الزراعية 70 بالمئة من مساحة المحافظة، وان سكان الوحدات المذكورة اغلبهم يمتهنون الزراعة وحرفا تتعلق بها، إضافة الى تربية الحيوانات والرعي".
مضيفا "إن الزراعة في المحافظة لا تسير على وتيرة واحدة بسبب قلة الاهتمام من الجهات المسؤولة، كالاهتمام بنوعية البذور والأسمدة وتسويق المنتوج، وان اكثر فلاحي المحافظة لديهم مشكلة في تسويق المحاصيل الزراعية، وحاليا هناك جهود من الجهات المختصة لانهاء بعض من المعاناة خاصة في خضم خطوات التشجيع على المنتوج المحلي، وكذلك غياب القروض التي تسهم في استصلاح الاراضي والدعم بالآليات الزراعية، فضلا عن عدم وجود مشاريع استثمارية زراعية تسهم بالتشجيع على زيادة المنتوج الزراعي والحيواني وتشغيل الايدي العاملة، اضافة الى مطالبة الفلاحين بكتب رسمية لتأجيل استيفاء القروض القديمة منهم في المناطق المحررة، لانهم عاجزون عن التسديد".
التخلص من الارهاب
وبين "ان 49 بالمئة من مساحة محافظة كركوك كانت تحت سيطرة عصابات داعش الارهابية، واغلبها مناطق ريفية وزراعية، اذ استغلت عصابات داعش البيئة التي يعيش فيها الناس بسبب محدودية الدخل، وعدم انتعاش الزراعة لتفرض فكرها المتطرف والمتشدد عليهم، وعانى الاهالي من سطوة الجماعات المسلحة ما جعل اغلبهم ينزحون الى المناطق الآمنة، الا انه وبعد تحرير تلك المناطق وانتشار القوات الامنية فيها لتأمينها لهم واجراء عمليات تدقيق وفرز امني من قبل لجنة مشكلة من ممثلي اجهزة امنية عدة، تمت اعادة الاسر النازحة والاهتمام بمناطقهم وتحقيق الاستقرار واجراء التسهيلات في الطرق لمزاولة مهنهم في الزراعة وتسويق المحاصيل، فقد اجمع اغلب وجهائهم بعد عقد العديد من المؤتمرات العشائرية على اعلان الولاء للقوات الامنية العراقية والتعاون معها بتقديم الارهابيين للقضاء والابلاغ عنهم وإعلان البراءة ممن انتموا لداعش، واتبعوا أسلوب التلاحم والتكاتف في ما بينهم ومع الدولة ايضا للحفاظ على مناطقهم من عودة داعش وأعادوا نشاطهم بتحسين انتاج الحاصل الزراعي لدعم محافظتهم والمحافظات الأخرى".
خدمات في الريف
معاون محافظ كركوك علي حمادي اكد لـ"الصباح"، "أن كركوك وبعد طرد عصابات داعش الارهابية من المناطق التي تشكل المساحة الاكبر من ريفها ، اضافة الى مناطق اخرى في شرق وشمال المدينة، قد اولت اهتماما بالخدمات المقدمة للمناطق الريفية من خلال انشاء شبكة طرق من مبلغ موازناتها السابقة وصندوق اعمار المناطق المحررة، منها رئيسة الى مداخل الاقضية والنواحي، واخرى فرعية بحملة تعبيد توصل الى القرى، فضلا عن ايصال مشاريع الماء للقرى البعيدة وتأهيل شبكات الكهرباء والمحطات المغذية، والاهتمام بالخدمات الصحية بانشاء مراكز صحية وتأهيل اخرى، ومشاريع قيد العمل بانشاء مستشفيات ذات 100سرير ومستشفى الحويجة، والاهتمام بالتعليم بانشاء مدارس وثانويات وتأهيل الاخرى في كل مقاطعة او قرية، اضافة الى الاهتمام بقطاع الخدمات البلدية، وقطاعات اخرى من اجل تحقيق التطور، اذ تعرضت المناطق المذكورة لدمار شامل وتحتاج الى حزمة اخرى من المشاريع، لاعادة الخدمات اليها بالكامل، لاسيما القرى المهدمة".
مضيفا ان "هناك مناطق ريفية اخرى في اقضية ونواح تقع شمال المحافظة والتي تم أيضا الاهتمام بحاجتها للمشاريع الخدمية من موازنات المحافظة السابقة".