دراسة: علاقة اللحوم المصنعة بارتفاع حالات تدهور الذاكرة

بانوراما 2021/04/27
...

 توم باتشلر
 ترجمة: أنيس الصفار             
خلصت دراسة بريطانية الى ان تناول اللحوم المصنعة يمكن ان يرفع محاذير الاصابة بمرض تدهور الذاكرة، أو الخرف، حيث تكشّف للباحثين أن تناول شريحة واحدة من لحم الخنزير المقدد قد صاحبه ارتفاع في احتمال الاصابة بالمرض المذكور نسبته 44 بالمئة.اعتمد الباحثون، وهم من جامعة ليدز، على بيانات تعود لنحو 500 ألف شخص لتقييم تأثير اللحوم كجزء من مكونات الوجبة الغذائية، فوجدوا ان اللحوم المعاملة، مثل المقانق ولحم الخنزير المقدد، قد صاحبها ارتفاع خطر الاصابة، في حين أن اللحوم الحمراء غير المصنعة، مثل لحم البقر والخنزير والعجل، يمكن ان يكون لها أثر وقائي، إذ تراجع احتمال الاصابة بتدهور الذاكرة بنسبة 19 بالمئة لدى من يتناولون 50 غراماً يومياً من هذه اللحوم.
                                
تقول البروفسور “جانيت كيد” المشرفة على البحث: “أي شيء نفعله في سبيل استطلاع ودراسة العوامل التي يحتمل ان تؤدي الى تدهور الذاكرة قد تساعدنا على خفض معدلات تفاقم هذه العلة المقعِدة، والتحليل الذي اجريناه هو خطوة أولية باتجاه فهم ما اذا كان للطعام الذي نتناوله أي انعكاسات على هذا الخطر.”
عكف فريق البحث على دراسة بيانات حصل عليها من “بايوبانك”، وهي قاعدة بيانات تحوي معلومات صحية ووراثية معمقة عن 493888 مشاركا بريطانيا تتراوح أعمارهم بين 40 و 69 عاماً، بهدف تحري العلاقة المحتملة بين استهلاك انواع مختلفة من اللحوم وخطر الاصابة بتدهور الذاكرة.
تضمنت البيانات المأخوذة من “بايوبانك” للفترة بين عامي 2006 و 2010 مدى تكرار تناول المشاركين أنواعاً مختلفة من اللحوم على اساس ستة خيارات تبدأ من عدم تناولها على الاطلاق وصولاً الى أخذها مرة أو مرتين في اليوم. 
لم تركز الدراسة بشكل محدد على تقييم آثار الوجبة النباتية أو الوجبة الخالية من المنتجات الحيوانية على مستويات حدوث حالة تدهور الذاكرة، ولكنها شملت بيانات لأشخاص قالوا أنهم لا يتناولون اللحوم الحمراء.
على مدى ثماني سنوات من المتابعة كمعدل ظهرت بين المشاركين 2896 حالة تدهور في الذاكرة تركزت النسبة الأعلى منها لدى الاشخاص الأكبر سناً ومن يعانون الحرمان الاقتصادي والأدنى تعليماً، كما كانت الاحتمال أعلى بين المدخنين ومن يمارسون قدراً أقل من التمرين البدني، ومن لديهم تاريخ عائلي في الاصابة بالسكتة الدماغية او تدهور الذاكرة، كما كانت الاصابة بالمرض أرجح لدى الذين يحملون جيناً معيناً معروفاً بقوة علاقته بالمرض.
لاحظ الباحثون ايضاً ان نسبة الرجال الذين شخصت لديهم حالات تدهور الذاكرة كانت أعلى من النساء. كذلك اوحت الدراسة بأن المحاذير من تناول اللحوم المعاملة بقيت كما هي سواء كان الشخص مهيأ جينياً للاصابة بالمرض ام لم يكن. 
وجد ايضاً ان الذين يتناولون كميات أكبر من اللحوم المعاملة يكونون ذكوراً على الأرجح ومن مستوى تعليمي منخفض، كما انهم مدخنون ويعانون من زيادة الوزن أو السمنة المفرطة. 
تقول “هويفنغ شانغ”، وهي طالبة دكتوراه من كلية علوم الغذاء والتغذية بجامعة ليدز والباحثة الأولى في الدراسة، ان الأمر يتطلب مزيداً من الابحاث لتأكيد هذه النتائج، ولكن الدراسة بحد ذاتها تضيف ثقلاً الى الادلة المتراكمة، التي تربط اللحوم المعاملة بارتفاع محذور الاصابة بسلسلة من الأمراض غير الانتقالية.
تضيف شانغ: “يتزايد مرض تدهور الذاكرة انتشاراً في العالم، ومن المحتمل ان يكون للوجبة الغذائية دور بوصفها عاملاً قابلاً للتعديل والتصرف.”
هنالك في العالم نحو 50 مليون حالة تدهور في الذاكرة، كما تشخص نحو 10 ملايين حالة جديدة كل عام. يشكل مرض الزهايمر نحو ثلثي هذه الحالات في حين يشكل الخرف الوعائي
 ربعها.