نساءٌ ملهمات تركن وظائفهن لصالح التعليم

اسرة ومجتمع 2021/05/01
...

  ترجمة: مي اسماعيل 
 
اختارت نساء بريطانيات التخلي عن وظائفهن السابقة وتلقي تدريب جديد ليصبحن معلمات، وهنا تتحدث اثنتان عن تجربتهما، واسباب ذلك القرار، ويتجه المعلمون الى مهنة التدريس النبيلة لأسباب عديدة، لكن الرضا الناتج عن مساعدة الاطفال والشباب في توجيه مواهبهم يشكل عاملا حاسما للكثيرين، وأظهرت الابحاث الحديثة أن مهنة التعليم تؤدي واحدا من أهم الادوار في المجتمع البريطاني؛ وهذا ما اتفق عليه غالبية من جرى سؤالهم من الطلبة والخريجين، ولعل هذا الرضا هو ما دفع العديد من النساء الى التخلي عن اعمالهن السابقة والاتجاه للتعليم؛ وكانت منهن آبغيل ويلتون، المعلمة بمدرسة إينغايان الابتدائية، اذ عملت آبغيل (30 سنة) في المجال الاعلامي لسبع سنوات قبل أن تتجه سنة 2018 لتلقي تدريب يؤهلها لأن تصير معلمة، ورغم نجاحها واستمتاعها بمهنتها الاولى؛ فقد شعرت دائما بالرغبة للعمل في التعليم.  التحقت آبغيل ويلتون بدورات التأهيل للتعليم خلال شهر واحد من اتخاذ قرارها؛ وعن هذا قالت: «اردتُ دائما أن اصبح معلمة؛ ففكرة العمل مع الاطفال وإحداث فرق ايجابي في حياتهم أعجبتني، ورغبتُ بالتعليم حقا منذ كنتُ في المدرسة؛ لكنني ذهبتُ للعمل في 
مجال الاعلام، وأعطتني محادثة مع صديقة لي الشجاعة لاتخاذ قرار التحول الى مهنة جديدة، فاخترت برنامج التدريب واجتزتُ المقابلات والتحقتُ به».
لكي تحصل على مقعد في البرنامج التدريبي كان على آبغيل تقديم تعهد شخصي والالتحاق بفترة توجيه في احدى المدارس، ثم اجتياز مقابلتين تقييميتين وتقديم عرض توضيحي لكفاءتها؛ تمثل بالقاء درسٍ أمام تلاميذ خياليين، وبدأت آبغيل عملها (بين مراقبة الدروس الحقيقية ثم التحول للدروس الافتراضية) في أيلول 2018، وبدأت بمساعدة معلمين آخرين في التدريس قبل نيل صفوف خاصة بها، وتمضي قائلة: «كان شوطا طويلا لكنه يستحق العناء، في غرفة الدرس كان عليّ مراقبة سير الدروس ثم التحول للتدريس مع فريق؛ وصولا الى تقديم دروسي منفردة»، وبعد انتهاء فترة التدريب بدأت آبغيل عملها في صيف سنة 2019 باحدى مدارس شرقي لندن، وقالت: «أعود للمنزل منهكة لكنني مليئة بالحماسة؛ لأتحدث عن قصة اخرى لما قام به طفل ما أو انجاز ناجح؛ أو طفل مشاكس فهم اخيرا ما كنت أنصحه به، لا يوجد شعور يوازي تلك السعادة».
 
من التخبط الى التدريس
عندما كانت صغيرة؛ اسهم اعجاب جاغبيرت هاير (27 سنة) بمعلميها على إذكاء فضولها نحو مهنة التدريس؛ وعن ذلك قالت: «لم اتصور نفسي قط جالسة في مهنة مكتبية من الساعة التاسعة الى الخامسة؛ بل أردتُ دائما اتخاذ مهنة دايناميكية مختلفة، يمكنني فيها التفكير وإحداث تغيير ايجابي، وكانت لدي مدرستان شجعتاني بالفعل للتقديم للدراسة في جامعات لم يخطر لي قط التقدم اليها، فاتجهت لدراستي بفعل الثقة التي زرعاها في نفسي؛ وهو أمر أود أن أقوم به تجاه الآخرين»، ولكن وكما هو الحال مع كثير من الناس؛ عاشت جاغبيرت تقلبات حياتية وتركت الجامعة، ووصفت حالتها بفقدان القدرة على اختيار طريق في الحياة، وهنا عادت الى المُدرِستين اللتين ساعدتاها خلال الدراسة الثانوية طلبا للنصيحة في فترة صعبة، وساعدتها المُدرستان لايجاد عمل بدوام جزئي في مدرسة؛ بصفة مرشدة ومساعدة علوم، وهناك تعززت رغبة جاغبيرت بالعمل في مهنة التدريس؛ حينما شهدت قدرة المعلمين على التأثير في حياة التلاميذ بارشادهم نحو الأفضل، وعادت بعدها الى الجامعة ونالت شهادة علوم بيطرية؛ مع عملها معلمة مساعدة في مدرسة اخرى، وهي تعمل اليوم مدرسة علوم في مدرسة دورميرز ويلز الثانوية، لطلبة تتراوح أعمارهم بين 12-7 سنة، تحب جاغبيرت عملها رغم الجهد الكبير المبذول فيه؛ قائلة: «صدقا لا أتخيل نفسي في عمل آخر؛ فكل يومٍ يأتي لي بشيء جديد عن اليوم الذي سبقه، وأشعر بالرضا لأنني أُحدثُ تغييرا ايجابيا في حياة الاطفال».
 
صحيفة الاندبندنت البريطانية