تقييم استخباري يعود الى العام 1984

منصة 2021/05/01
...

  إعداد: الصباح
 
يقول التقرير في مقدمته: إنَّ فرصة حدوث عصيان أو تمرّد في العراق ذي طابع شيعي، تتضاءل خلال السنوات القادمة، طالما عجز الإيرانيون عن تحقيق نصر حاسم في حربهم مع العراق. وطالما بقي صدّام حسين في السلطة.
ويمضي التقرير في القول: يبدو أنَّ صدّام أسس مجموعة قويَّة من المساندين داخل المجتمع الشيعي المكوّن من ثمانية ملايين عراقي (بتقديرات عام 1984)، وذلك عبر مزجه بدهاء بين توظيف العوامل السياسيَّة والاثنيَّة في إدارة الصراع. وليبعد ميول بعض الشيعة العراقيين عن مناصرة الثورة الإيرانيَّة.
أما الشيعة العراقيون في الشتات، الذين يمارسون نشاطات ترهب الحكومة العراقية، فيبدو أنها تؤدي الى تدعيم موقف حكومة بغداد، مثلها مثل باقي الوسائل والكوادر والطواقم من باقي البلدان- بما فيها الولايات المتحدة. لكنَّ هذا يبدو له تأثير محدود فقط في الوضع الداخلي العراقي.
ويضيف التقرير: أنَّ الطبقة الحاكمة في العراق، والتي تتخالف إثنياً مع الشيعة العراقيين يبدو أنها أهملت الدور المتزايد في الأهمية داخلياً للشيعة العراقيين في المجتمع العراقي.
منح صدام عدداً كبيراً من الشيعة العراقيين مراتب داخل حزب البعث، بعد أنْ كانوا مبعدين عن هذا المجال. ولأول مرة في تاريخ حزب البعث، يشكل الشيعة العراقيون الكتلة الأكبر داخل جسم الحزب الحاكم.
لدينا أسبابٌ تدفعنا الى الاعتقاد بأنَّ ما نسبته 40 % من أعضاء المجلس الوطني العراقي هم من الشيعة، وكلهم من البعثيين.
وسعت بغداد الى تحييد طبقة من صغار رجال الدين الشيعة عبر جعلهم موظفين في الدوائر الحكوميَّة يتلقون المرتبات الشهريَّة. 
ثم يستنتج التقرير جملة غريبة، إذ يقول: إنَّ وجود عراق قوي ومستقر، ويتكامل فيه الشيعة ضمن المجتمع وضمن أدوارهم الحقيقيَّة، سيشكل بيئة مهمة للاستثمار الغربي، مثلما سيشكل منطقة عازلة تجاه إيران. ويمنعها من تصدير الثورة الى حلفائنا في المنطقة العربيَّة وهو ما سيشكل تهديداً كبيراً لإسرائيل.
أعدت المخابرات المركزية الأميركيَّة / دائرة شؤون الشرق الأدنى في تشرين الثاني عام 1984، خلال الحرب العراقية الإيرانية، تقريراً سرياً بالرقم التسلسلي والبحثي:
CIA-RDP85T003114R000300.
والتقرير الذي رفعت الـCIA عنه السرّية في العام 2012، الذي يحمل عنوان “أحوال الشيعة في العراق: فظاعات صدام ستخلق تهديداً محتملاً”، عبارة عن دراسة شاملة وتقييميَّة لاستقرار نظام صدام في العراق.