العراقيون ورمضان وإغاثة الفقراء

منصة 2021/05/02
...

  سعاد حسن الجوهري 
حينما تتجسد الغيرة من مفهوم الى مصداق على ارض الواقع في شعب ما فان ذلك الشعب حي لا يموت، حقيقة وواقع اثبت العراقيون من خلالها انهم اكبر من كل الفوارق والتحديات وإن الاصالة متجذرة في صميم كيانهم لاريب فيها. العين تبتهج والروح يخالطها الفرح، حينما نتصفح مواقع التواصل او حتى وسائل الاعلام لنشاهد كهولا وشبابا ونساء وفتيانا يتسابقون على حمل أكياس الاعانة من مواد غذائية وعينية ومساعدات مالية، لمن تقطعت بهم السبل في هذا المعترك المعيشي الصعب.
 
 
فرغم ما يعيشه العراق من عذابات جراء ويلات الماضي الاليم وصعود اسعار الدولار وارتفاع اسعار البضائع والسلع والخضار وغيرها، اضافة الى الظروف التي فرضتها جائحة كورونا، فإن العراقيين يعيشون شهر رمضان هذا العام بإحياء عادات خاصة بالشهر الفضيل كما السهرات الرمضانية وتنظيف الشوراع وتزيين الازقة والبيوت والمحال التجارية، وبما أنه شهر الصوم والزكاة شهر الخير والمرحمة، فقد ظهر التكافل الاجتماعي في أسمى معانيه من خلال نشاط الجمعيات الخيرية، إضافة إلى المبادرات الفردية كتقديم المساعدات المالية والمساعادات العينية، كالسِّلال الغذائية وهي عبارة عن معونات من مواد غذائية تقدم للفقراء والمحتاجين من الأسر المتمكنة كذلك موائد الإفطار الخيرية. تكافل اجتماعي يخفف من معاناة الأسر الفقيرة ويشكل درعا انسانيا يواجه ما خلفته الازمة الاقتصادية او الجائحة الوبائية. ولو رجعنا لمنطق الشرع لوجدنا ان من ابرز الفرائض وأوجب الأعمال التي أقرها الإسلام وأمر بها إغاثة الملهوف ومساعدة الفقير ودعم المسكين.
 ويعد شهر رمضان شهر التكافل والتضامن الاجتماعي والتآزر وتقديم كل ما يحتاج إليه الفقراء والمساكين، بل إن الإسلام جعل زكاة الفطر شرطا لتكامل الصيام وصحته. فالشهر العظيم هذا يحث على السعي لقضاء حوائج الناس، ولا بد من القول بأنه في هذا الشهر الفضيل، وبما أن الصوم واحد يقضي بالامتناع عن الطعام والشراب، فإن الغني يشعر بجوع الفقير وعطشه فيحرص على الحفاظ على التكافل الاجتماعي كنوع من الايمان، فتتعدد مظاهره وتتنوع منها العلني ومنها ما هو الخفي، كإقامة موائد الرحمن لافطار الصائمين من الفقراء وذوي الطبقات الشعبية غروب كل يوم أو توزيع مساعدات غذائية تخفف من معاناتهم اليومية في ظل الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة، او دفع الصدقات والتبرعات للجمعيات الخيرية للإنفاق منها على سد حاجة المعوزين والأيتام. شعور لا ابالغ اذا قلت انه لذيذ وجميل ويدفع على الفخر والاعتزاز بان العراق سيبقى بخير مهما كانت الظروف.