الجامعة والتعليم الالكتروني

منصة 2021/05/08
...

 جوان جمال 
 
بعضنا يرى أنَّ طلاب الجامعات لسنوات كورونا هم سيئو حظ والبعض يراهم محظوظين أكثر من غيرهم لتخفيف أعباء الدوام والالتزام بسبب التعليم الالكتروني الذي يضمن حصولهم على المادة العلميَّة من خلال التعلم عن بعد.
لكن هذه الطريقة تحرمهم من الأجواء الجامعية وتجعلهم لا ينعمون بحياة الكلية وقاعاتها المميزة ومختبراتها ودروسها وفعالياتها الثقافية والفنية والاجتماعية، التي تجعلهم يشعرون بالفرق عن المرحلة الاعدادية.
فقد تحولت الدراسة والمحاضرات والمناهج كلها من خلال الانترنت ولم يعد الطالب يشعر بضغط الدوام ولذة التوجه الى الجامعة والدخول الى قاعة الدرس وتلخيص ما يقوله الاستاذ والدخول في نقاشات مع زملائه.
التعليم الالكتروني يختصر كل هذه الجهود والفعاليات بتطبيق الكتروني واحد او اثنين يدخل من خلالهما الطالب بشكل متزامن مع زملائه ليتلقى دروسه.
والتعليم الالكتروني يتيح للاستاذ استخدام التقنيات ووسائل الايضاح والاسهاب بالشرح والتوضيح والطلبة يستمعون له من منازلهم ولهم الحق في توجيه أي سؤال يدور في أذهانهم بحرية.
لكن هل تكيفنا مع التعليم الالكتروني وهل أصبحت هذه الطريقة في التعليم هي الوسيلة البديلة المفضلة لنا في المدارس والكليات؟
بالتأكيد لا.. وبالتأكيد إنَّ لهذه الطريقة في التعليم مشكلاتها ومعوقاتها.
التعليم الالكتروني يتطلب شبكة انترنت بسرعة مناسبة ويتطلب هاتفاً ذكياً أو حاسوباً وكهرباءً مستمرة وتركيزاً كبيراً من الطالب وقبل هذا كله يتطلب استعداداً نفسياً للتكيف مع هذه الطريقة من التعلم والتعليم.
أنا لا أستطيع الخروج بإجابة محددة لأنَّ الموضوع يحتاج الى بحوث ودراسات موسعة يجريها متخصصون لمعرفة مدى درجة استيعاب الطالب هل بالتعليم الالكتروني أم التعليم التقليدي؟
حتى الآن ومن خلال التواصل أرى أنَّ التعليم الالكتروني يحتاج الى سنوات طويلة كي يترسخ وينجح كمنافس للطريقة التقليدية في التعليم فلا شيء يجعلنا نشعر بأننا طلاب إلا قاعة الدرس وانتظام دخول الطلاب قاعات الحرم الجامعي بكامل أناقتهم مع كتبهم ومحاضراتهم واستعدادهم للتنافس من أجل التفوق والتحصيل العلمي.