إعداد: الصباح
الوثيقة عبارة عن ملخص للنقاط التي وضعها مستشارو الرئيس بيل كلينتون أمامه في تقرير، لأجل التهيئة لاتصال هاتفي بالرئيس الفرنسي جاك شيراك.
تاريخ الاتصال: 4 تشرين الثاني 1998.
تاريخ الوثيقة: 3 تشرين الثاني 1998.
تاريخ إزالة السرية عن الوثيقة: 11 تشرين الثاني 2010.
ويبدو أنَّ التقرير كُتِبَ بعد أنْ كانت هناك في اليوم ذاته مكالمة هاتفيَّة مع ولي العهد السعودي الأمير عبد الله (الملك عبد الله لاحقاً)، حول توجيه ضربة للعراق وما يمكن أنْ يتبعها.
التقرير يضع أمام الرئيس كلينتون ضرورة الحصول على موقفٍ واضحٍ من فرنسا بأنها لن تعارض الضربة حتى إعلامياً. كما يضع حقيقة أمام الرئيس شيراك بأنَّ نظام صدام يتوقع هذه الضربة فعلاً وأنه قد حرك قوات الحرس الجمهوري بأعدادٍ كبيرة قرب مدن جنوبيَّة.
التقرير يحتوي على صفحات كتبت بخط اليد (ويبدو أنها كتبت أثناء المكالمة الهاتفيَّة).
الملاحظة الأولى تقول: إنْ كان لا يريد أنْ يتعرض للضربات فلماذا حرك قوات الحرس الجمهوري باتجاه المدن الشيعيَّة في الجنوب.
بينما الملاحظة الثانية (مكتوبة بخط اليد ايضاً) تقول: هناك خشية من أنَّ الضربات التي ستحصل ستسبب انتفاضة في الجنوب وفقدان السيطرة، لهذا يجب ضرب الأهداف الأساسيَّة فقط.
والذي حصل بالفعل إنَّ الضربات حصلت حصلت بين 16 - 19 كانون الأول من ذلك العام. أي بعد المكالمة الهاتفيَّة بأكثر من شهر.
التقرير يشير ايضاً الى أنَّ كلينتون عبَّرَ عن تقديره لخطوة الرئيس شيراك بتحذير بغداد بشأن تصرفاتها مع لجنة التفتيش الأمميَّة (الآنسكوم)، وكذلك سحب باريس للسفير الفرنسي في بغداد. ويمضي كلينتون مؤكداً أنَّ هذه الخطوات الفرنسية ستساعد مجلس الأمن الدولي على الظهور بموقف موحد إزاء تصرفات العراق.
كما أثار كلينتون نقطة مع شيراك، بأنه أصبح من الواضح الآن أنَّ العراق يريد أنْ ترفع العقوبات عنه من دون أنْ يكون قد تخلى تماماً عن برامجه التسلحيَّة ولا عن تهديد جيرانه.
ويقول كلينتون: إننا نريد أنْ نكون في موقفٍ مع صدام بحيث يكون متاحاً لنا أنْ نستخدم القوة كلما رأينا أنَّ ذلك ممكناً. ولا أريد أنْ يتمكن صدام من لعب هذه المغامرة مرَّة ثانية بحيث يتراجع في اللحظة الأخيرة ويتفادى التعرض للضرب.
وهنا يقول شيراك: إنني أريد أنْ أشاركك بتحليلاتي عن صدام. إنَّ بعض سلوكياته لا تخرج عن كونها تحرشات لغرض الاستفزاز. إنه لا يستطيع أنْ يقاوم هذا الإغراء، وهي تستهدف الرئيس الأميركي ومجلس الأمن. لكنَّ المشكلة في مكانٍ آخر، إنَّ الوضع مع الشعب العراقي يعاني تدهوراً كبيراً. وهذا ما يثير قلق صدام أنَّ توجه الانتقادات واللائمة الداخليَّة باتجاهه. فمعاناة العراقيين تزداد وهم يلومون صدام بسببها. إنَّ صدام يظن أنَّ أفضل طريقة للخلاص من هذه اللائمة هو أنْ يتظاهر بدور الشهيد المضحي. وهو لا يحصل على المزيد من الأنصار في العالم العربي هذه الأيام. لهذا فإني أراه يحاول أنْ يلعب دور الشهادة والمضحي. إنه يظن لو أنَّ عملاً عسكرياً غربياً جرى توجيهه إليه فإنه سيكسب المزيد من الأنصار في العالم العربي والمزيد من التعاطف. وحتى الآن هو لم يخرج فرق التفتيش، ولو كانت هناك ضربة لأخرجهم. إننا (يقصد الغرب ومجلس الأمن)، نجد أنفسنا في وضع ملتبس، ليس لدينا شيء نقدمه، وليس لدينا شيء نقترحه.
ملاحظة تقول: لنحصل منه على جواب واضح.. هل تعارضون توجيه ضربة جديدة للعراق؟
ملاحظة هامشية: سنضرب بقسوة، لكنْ لن نزعزع بقاء النظام