أحمد الفرطوسي
ما أن تسدل الشمس ستارها، حتى ينطلق مدفع الإفطار إيذاناً بنهاية يوم من أيام شهر رمضان المبارك، والقيام على موائد الرحمن التي أعدتها الاسر السماوية، كما أن لرمضان في المثنى طقوساً خاصة تختلف عن باقي الأيام والشهور، اذ يرتاد البعض فيه المساجد للاستماع إلى قراءة القرآن الكريم والسيرة النبوية، ويقيمون الصلوات والمجالس الحسينية، لا سيما في الليالي الرمضانية، اذ أصبح من المألوف أن ترى بعد انتهاء الصلاة والإفطار جموعاً من الناس يتوجهون إلى جهات متعددة؛ فمنهم من يذهب إلى المساجد والحسينيات للعبادة، بينما نجد الكثير منهم يتنافسون في إقامة ولائم الإفطار الجماعي في مضايفهم ودواوينهم، وبعد الإفطار يبدأ الناس بالتزاور والتواصل الاجتماعي.
مراسيم
المواطن مرتضى هويدي قال لـ"الصباح": "يعد كورنيش السماوة المكان المحبب لابناء المدينة، خاصة في ليالي شهر رمضان، اذ ان المشهد يمت للحياة بكل معانيها وجوانبها الايجابية، فبعد تكبيرة الجوامع التي تأذن بالقيام لمائدة الرحمن حيث الفطور الرمضاني المتنوع، وبعد الانتهاء من مراسيم الافطار تهرع الاسر السماوية، لاسيما الشباب منهم، للذهاب الى كورنيش السماوة الذي يطل على نهر الفرات والذي يميزه وجود عدد من المقاهي المتقاربة الممتدة على مسافة ثلاثة كيلومترات وسط المدينة، ما شكل مقهى واحداً على طول الكورنيش، حيث الأجواء الرمضانية الجذابة المتمثلة بوجود المطاعم والمقاهي والكازينوهات، إضافة إلى ملاعب الأطفال، فضلا عن مباراة لعبة المحيبس المشهورة والمساجلات الشعرية، ما شكل عامل جذب لكل الاسر السماوية".
عادات
بينما قال حبيب جبار (موظف) لـ"الصباح": "ان من التقاليد والظواهر التي يتميز بها شهر رمضان المبارك في السماوة، تبادل الأكلات الخاصة بهذا الشهر، اذ تشهد شوارع الأحياء السكنية حركة غير اعتيادية قبل الإفطار بين الجيران كدليل على المودة والاحترام بين الأهالي، اذ تجد في المنزل مائدة متعددة ومتنوعة لاستقطاب حضور جماعي لكل أفراد الاسرة من خلال التزام الجميع بالحضور في وقت مبكر قبل الإفطار الذي يمتاز بأكلات خاصة مثل التمر واللبن والشوربة وغيرها، أما بعد الإفطار فهناك مراسيم وطقوس اعتاد الناس عليها؛ ففي الوقت الذي يتوجه فيه الرجال إلى المجالس والشباب لممارسة الألعاب، تستمتع النساء بعمل وإعداد أنواع من المعجنات العراقية المشهورة التي تصنع في البيت وسط تزاور الأصدقاء والأقرباء".
زيارات
ويرى المواطن صلاح عبد الله "إن رمضان ولياليه فرصة لا تعوض لاجتماع الاسرة التي غالبا ما يكون أفرادها مشغولين بأمورهم الخاصة أو الالتزام في العمل، لكن في أيام هذا الشهر الكريم تلتزم الاسرة بالإفطار في وقت واحد وبعد الإفطار يتم تبادل الزيارات بين الاسر والأقارب".
مضيفا "إن غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المواد الغذائية لم يمنعا الأسر من مواصلة القيام بعاداتها، اذ ان بعض العادات مازالت متواصلة بين الجيران وخصوصا في الأحياء الشعبية القديمة مثل تبادل الأطعمة المعدة في مثل هذه الأيام".
حرارة العلاقات
من جهتها قالت الحاجة ام علي التي تسكن في احدى المناطق الريفية في حديثها لـ"الصباح": "إن رمضان فرصة لتستعيد الأسرة حرارة العلاقات الودية بين أفرادها، والمحافظة على العادات والتقاليد الأصيلة، التي يدعمها ديننا الحنيف، ففي رمضان يخشع القلب وتطمئن النفوس ويذهب الحقد وتنتهي الخلافات".
واضافت "إن المواطنين في المنطقة التي أسكن فيها يعملون بصمت في النهار، اذ يلتزم الرجال والنساء في العمل في المزارع بصمت طيلة ساعات النهار و قبل الإفطار تشهد المنطقة حركة كبيرة من النسوة في توزيع وتبادل الاكلات الرمضانية، وتكون حصة الأسد من نصيب المحتاجين والفقراء".
طقوس رمضانيَّة
بينما قال رضا عطشان المنتسب في وزارة الداخلية "إن لشهر رمضان تقاليد وطقوسا تختلف عن باقي أيام السنة، اذ تقام المجالس الحسينية وتنشر روح المحبة والسلام بين الأهالي وهي فرصة للجميع من اجل العبادة وزيارة الأقارب وصلة الرحم، وان الطقوس الرمضانية مازالت متواصلة ولم تختلف كثيراً ومنها المسحراتي وتبادل الاكلات الرمضانية وعمل الحلويات الشعبية المعروفة، مثل الزلابية والبقلاوة وممارسة الألعاب الشعبية القديمة".