ذوالفقار يوسف
برع العراقيون بكل ما هو عصري وجديد، فبعضهم طبقوا تفاصيل الموضة الغربية بكل اشكالها، وآخرون احترفوا قصات شعر ورقصات واغاني لا تمت لمجتمعنا الشرقي باي صلة، اذ التصقت هواتفهم الذكية بايديهم وهم يرتادون برامج التواصل الاجتماعي والالعاب الالكترونية، متناسين الهدف من المعرفة واستغلالها بكل الطرق الممكنة، والجزء المهم من الطريق الى هذه المعرفة هو تعلم اللغات الاخرى التي ستفتح آفاقاً عديدة نحو عوالم اخرى غير عوالم لغة الضاد.
أمنيَّة صعبة
ويشكو العديد من الشباب طلبة كانوا ام غير متعلمين من صعوبة تعلم اللغة الانكليزية، اذ انها اللغة العالمية التي تسهل عليهم الكثير من الامور، احمد غالب (33 عاماً)، يندرج ضمن هؤلاء، اذ يقول: "حاولت مرارا تعلم هذه اللغة، ولكونها من ضمن المناهج الدراسية، الا انني واجهت صعوبة كبيرة بتعلمها، فالمعلم لم تكن لديه طرق اخرى لتبسيطها لنا، ولأنها لغة مهمة كانت امنيتي اتقانها والتحدث بطلاقة وقراءتها بسهولة، ولكن للاسف الشديد لم استطع ذلك بسبب تركي للمدرسة التي كانت هي المحفز الوحيد للاستمرار بالتعلم".
قيصر وعلي
مقاطع عديدة انتشرت مؤخرا في مواقع التواصل الاجتماعي وهي تظهر بعض الشباب العراقيين وهم يتحدثون اللغة الانكليزية بطلاقة، كأنهم قد ولدوا وهم يتقنونها باحتراف، علي بائع الشاي وقيصر العامل في احدى اسواق بغداد الشعبية مثال على ذلك، فهما لم يقتصر تعلمهما للغات الاخرى على اللغة الانكليزية فقط، بل يتحدثان بلغات اخرى، كالفرنسية والتركية والفارسية والكردية والايطالية، ومع كل تلك الامكانيات فهما يعيشان تحت وطأة العوز والحرمان من ابسط حقوقهما كحصولهما على وظيفة تليق بما يعرفانه، سالم الربيعي (26 عاماً) اكد لنا بعد رؤيته مقاطع لهذين المبدعين: "لقد تملكتني القوة ما ان رأيتهما وهم يتحدثان بطلاقة كل هذه اللغات، وقلت مع نفسي: ما اختلافي عنهما، فان حددت هدفي بتعلم اللغة الانكليزية ورافقتني الارادة بمسيرتي حتما ساحقق اهدافي، لذلك دخلت احد معاهد تعلم اللغة الانكليزية، واستمريت بالمتابعة والمطالعة لدروسي في هذه اللغة، وانا الان اتقن اللغة الانكليزية بطلاقة، وما ان رأيت علي وقيصر فسوف اتحدث معهما بهذه اللغة فقط".
تعلم الانكليزية
بات اغلب من يتصفح مواقع الانترنت المتنوعة يشاهد تلك الاعلانات الدعائية التي تدعوك الى تحميل تطبيق معين، بعضها يكون العابا الكترونية والبعض الاخر برامج دردشة او تصوير وغيرها من التطبيقات غير المحدودة التي ترافقك ما ان استخدمت الشبكة العنكبوتية، الا ان برامج تعلم اللغة الانكليزية هي الاهم، فهي تعطيك الفرصة لتعلم اللغات وخصوصا اللغة الانكليزية وبالمجان!.
لغة العالم
محمود الشمري استطاع أن يستثمر هذه البرامج لصالحه، فحدثنا عن تجربته قائلا: "كمحب للسفر خارج البلاد باستمرار، كانت معاناتي بالتواصل مع البشر خارج حدود الدول التي تتحدث باللغة العربية تتفاقم كلما سافرت الى دولة اجنبية ما، لذلك قررت وبعزم أن احاول تعلم اللغة العالمية التي ستساعدني وستسهل علي التحدث وطلب مااحتاجه عند السفر، في بادئ الامر كانت اغلب التطبيقات سيئة للغاية، فطرقها غير مفهومة ومعقدة لشخص بسيط مثلي ليست له اساسيات في اللغة الانكليزية، الا اني بعد فترة وجدت احد البرامج الذي يتناسب مع فهمي، لذلك حددت ساعة كاملة في اليوم الواحد للتعلم من خلال هذا التطبيق، ومع الاصرار والارادة حققت مبتغاي وتعلمت لغة العالم، وبعد أن سافرت الى احدى الدول استطعت أن ألمس الفارق الكبير في سهولة التعامل مع المقابل، وتسهيل الكثير من احتياجاتي ومتطلباتي".
أغانٍ وأفلام
ولم يكن التعليم والمعاهد والبرامج هي الوسائل الوحيدة في تعلم اللغة الانكليزية، اذ ان هناك العديد من المنافذ التي تجعلك تتقنها وباحتراف وبلهجاتها المتعددة، ومثال على ذلك الشاب حسن يوسف (24 عاماً) الذي اتقن هذه اللغة العالمية بشكل غريب، اذ قال حسن "ان حبي للافلام والاغاني الغربية منذ نعومة اظفاري، جعلني افهم ما يقال من دون اللجوء الى الترجمة، اذ كنت من مدمني الافلام للحد الذي يجعلني اقوم باعادة مشاهدة الفيلم لخمس مرات واكثر، والاغرب من ذلك انني صرت انطق بما يقوله الممثل قبل أن يقوله، اما الاغاني الغربية التي لا حصر لها، فقد كان الفضول لدي هو ما يدفعني لمعرفة كلماتها وخصوصا المفضلة لدي، وبعد حين صرت افهم ما تقوله الاغنية بلا ترجمة، حتى وصل الامر الى سماعي اغاني الراب الغربية، والتي يقوم المغني بنطق كلماتها بصورة سريعة".
ان الهدف من معرفة لغات العالم واللغة الانكليزية، ليس التواصل فقط، بل هناك اهداف عديدة ومهمة كالتطور ومعرفة ثقافة الشعوب الاخرى واخبارهم، واستخدام اساليبهم ومدى تطورهم، فالكتب الاجنبية والاعمال وغيرها من الامور، ستكون امامك وما عليك الا أن تمد يديك لتأخذها.