العصفُ الرمليُّ طريقةٌ لإعادة تأهيل المعدات الصناعيَّة

ريبورتاج 2021/05/11
...

 قاسم موزان
العصف الرملي او ما يطلق عليه «ساند بلاست» عملية ضخ مواد قاشطة باستخدام تيار بضغط قوي لتنعيم السطوح الخشنة وازالة الصدأ والملوثات البيئية عنها، مثل المعدات الثقيلة والانابيب والخزانات العملاقة والانابيب أو تخشين سطوح الملساء للطرق والجسور لأغراض السلامة، وتحتاج هذه المهنة الى دقة عالية في العمل المضني، ولا تخلو من مخاطر صحية بتأثير الفيروسات والجراثيم الجاثمة على السطوح او الحساسية من المواد المستخدمة.
 
في محلة باب الشيخ خلف مرأب النهضة التقيت صاحب معمل «الضرب بالرمل» كما يطلق عليه محليا  «حسين عباس»، الذي ورث المهنة من والده الذي تعلمها من الحاج ابو عصام في العام 1969 واتقن عمله. وحدثنا حسين عن مهنته بقوله ان الـ(ساند بلاست) هي عملية اعادة تأهيل الاشياء القديمة، سواء اكانت من الحديد ام البلاستيك او الالمنيوم او الآهين أوأالأبواب التراثية ودخولها للعمل ثانية وكأنها جديدة، باستخدام ضاغطات الهواء لدفع الرمل الى السطوح لمعالجتها وحسب نوعيتها، هناك رمل ناعم والآخر خشن.
 
أعمال ميدانيَّة
وأضاف، تردنا معدات ثقيلة مثل الشواصي والمحركات المتضررة، جراء الحوادث او الاهمال، وهذه تحتاج الى العصف الرملي بضغط هوائي كبير، لوجود تراكمات من الصدأ والطلاء السابق المتقادم، الذي يتطلب جهدا مضاعفا، وأن «عملنا لا يقتصر على وجود المعدات في داخل المعمل، بل يتعداها الى اشغال ميدانية في مواقع اخرى، مع الاخذ بنظر الاعتبار عدد العمال من اصحاب الكفاءة، مثل خزانات الوقود او انابيب المياه التي تحتاج بين فترة واخرى الى اعادة تاهيل تصنيع واجراء تنعيم الداخل والخارج، ما يتطلب دقة عالية في العصف الرملي بضغط هوائي مناسب، خشية أحداث ثقوب في جدران تلك الخزانات وتصبح المعالجة صعبة ولكنها ليست مستحيلة. 
 
تخشين أرضيَّة
واشار حسين الى وجود اعمال موقعية اخرى تتعلق بصيانة الجسور في تخشين ارضيتها، منعا لحوادث مرورية نتيجة انزلاق السيارات منها، واضاف «نعمل ايضا في اعادة تاهيل معدات الشركات الحكومية والأهلية، وتكمن الصعوبة في تنعيم الزوايا الحادة والضيقة في كيفية ضخ الرمل اليها».
 
تحفيات
ويبين «كما تردنا للمعمل عدد من التحفيات الثمينة لغرض اعادة شكلها الاصلي، وكذلك الابواب الخشبية القديمة برونق آخر بعد عملية العصف الرملي بنسب معينة من دفع التيار، حرصا على قيمتها المادية والتراثية».
 
شروط السلامة المهنيَّة
اشار الى التطور الهائل في العالم للـ(ساند بلاست) وتجاوز الاطر السابقة باستخدام المواد الاكثر قشطا لتراكمات الصدأ مع سهولة استخدام الاجهزة، وتوفر شروط السلامة، ونوه صاحب المعمل بضرورة الالتزام بقواعد السلامة المهنية، اثناء العمل وارتداء ماسك الوجه والنظارات والبدلة الخاصة، وتوخي الحذر من الاجهزة المستخدمة، وكذلك التخلص من عصف الرمل على سطح جسم العامل بعد الانتهاء من عمله، وعدم لمس الاجزاء الحساسة من وجهه، لأن ذلك يشكل خطورة كبيرة على حياته.ولفت حسين الى مسألة في غاية الاهمية، اذ إن في ظروف تفشي وباء كورونا تصل بعض المعدات التي تحتاج الى إعادة تاهيل تتراكم عليها كميات كبيرة من الصدأ، وهذه ممكن ان تكون حاضنة لفيروسات مختبأة فيها وهذا الامر مقلق للغاية.الجدير بالذكر ان «بنيامين تشو تيلغمان» من ولاية فيلادلفيا هو مخترع عملية العصف الرملي او الـ(ساند بلاست) المستخدمة في التطبيقات الصناعية والهندسية لتنظيف السطوح الخشنة، وكان قد حاز على براءة اختراع أول عملية قشط في 18 تشرين الاول 1870، ولم يعرف تاريخ محدد لدخول هذه المهنة المهمة الى العراق، وجرى حصرها في مناطق محددة على اطراف بغداد ومناطقها الصناعية الاخرى.