في الغرب.. ماذا يعرف الناس عن دساتيرهم؟

منصة 2021/05/18
...

 إعداد: الصباح
 
في استطلاع أجراه مركز «آنينبيرغ للسياسات»، في جامعة بنسلفانيا الأميركية قبل سنوات، انتهى الى النتيجة التالية: «إنك إذا كنت لا تعرف شيئاً عن الدستور، فإنَّك لست حالة استثنائية، إذ إنَّ 53 % من المواطنين يشاركوك هذا الجهل!».
قد تكون المعلومة صادمة، لكنه ليس أول استطلاع يؤكد هذا الأمر في الغرب. وفي دراسة مماثلة أعدتها (أوكسفورد رويال أكاديمي)، خلصت الى أنَّ معظم البريطانيين من البالغين، والذين يشاركون عادة في الانتخابات، إنما يعرفون سياسة بلادهم وأولويات ما هو دستوري وما هو غير دستوري، من 8 مصادر رئيسة، ليس بينها أي نص قانوني أو مرجع دستوري (باعتبار أنَّ بريطانيا بلا دستور). هذه المصادر تراوحت بين أفلامٍ سينمائيَّة حربيَّة أو ذات قصة سياسيَّة، روايات شهيرة ذات بعد سياسي، مقولات منقولة عن أشهر السياسيين في التاريخ الحديث. ( أجاب معظم الذين شملتهم الدراسة، أنَّ فيلم «الملكة/ 2006»، الذي أخرجه ستيفان فريرس والذي يحكي فترة مفصليَّة في تاريخ بريطانيا على عهد رئيس الوزراء توني بلير، كان هذا الفيلم هو مصدر رئيس من بين مصادر فهمهم لسياسة حكومتهم.
في استطلاع الولايات المتحدة، لم يتمكن 37 % من الذين شملهم الاستطلاع من تحديد أيٍ من الحقوق التي ضمنها ما يعرف بالتعديل الأول للدستور الأميركي.
وعلى الرغم من أنَّ أكثر قضية جدليَّة شائعة هي قضية حيازة السلاح في الولايات المتحدة، والتي أثيرت كلما وقع حادث إطلاق نار في مدرسة أو متجر، وبعد ذلك ينطلق الجدل الإعلامي والشعبي في ضرورة تقييد الحصول على سلاح، أو الإبقاء على حق حمل السلاح (كما ورد في التعديل الثاني للدستور الأميركي)، إلا أنَّ 44 % من المستطلعة آراؤهم لم يتمكنوا من إيضاح (ما هو التعديل الثاني للدستور؟).يقول الباحث كريس سيليزا، المحرر السياسي في موقع سي ان ان: 10 % فقط من المستطلعين عام 2010، أجابوا بأنهم يعرفون من يرأس المحكمة العليا في الولايات المتحدة. كما يضيف معللاً: أنَّ تراجع الاهتمام بنتائج التفاعل الانتخابي والسياسي يعتمد على عوامل نفسيَّة واقتصاديَّة بالوقت نفسه. الأسباب النفسيَّة تعودُ الى تعقيد شكل النظام السياسي وغياب الفهم المباشر عن السلطة وآليات عملها. كما أنَّ مؤشرات القطيعة بين المواطن والشأن السياسي المجمل لها علاقة بنسبة الضريبة المدفوعة عما يجنيه ذلك المواطن. وأنَّ معيار الاهتمام يزدادُ كلما كان الاندماج المالي أكبر.
ويرد مسح أجرته مؤسسة ودرور ويلسون، أنَّ عدم الاكتراث بالشأن السياسي يبقى خياراً شخصياً الى أنْ نعرف حجم التأثير والانعكاس في القرارات السياسيَّة الكبيرة التي تتخذها الحكومة على حياة ذوي الدخل الأوطأ وهم الذين تسجل بينهم أكبر نسبة من الإعراض عن الاهتمام بالشأن السياسي.
كما يورد ذلك المسح أنَّ 15 % فقط من الذين شملهم المسح كانوا يعرفون متى أقر الدستور الأميركي، كما أنَّ امتحان اجتياز اختبار المواطنة (بنسخته المعتمدة قبل 20 عاماً)، عرض على عينة من المواطنين الذين ولدوا لآباء ولدوا ايضا في الولايات المتحدة، فلم يتمكن 75 % منهم من اجتيازه.