د.عدي سمير حليم الحساني
لعلَّ المتابع لواقع المخدرات يجد أنَّ الانتشار التدريجي (الناعم) لها والذي يمتاز بالتوسع الأفقي السريع والخطر يكشف أنَّ لا مصدات لها وأنها مستمرة في الانتشار بأدواتها التقليديَّة وغيرها.
فبعد أنْ كانت مجرد قصص تتم مشاهدتها عبر شاشات التلفاز وكنا نتأثر من نهاياتها المؤلمة والتي هي محط انتقاد الجميع وسخطهم.
ولكن اليوم وبعد أنْ انتشرت المخدرات وأصبحت تفتك بالمجتمعات وسط تزايد عدد المتعاطين وإقبال واسع على المتاجرة بها وبسمومها القذرة للمردودات المالية الكبيرة المستحصلة من تجارتها حتى أصبحت شبحاً مرعباً تخشاه الأسر، لا سيما بعد أنْ ظهرت حالات إجراميَّة نتيجة تعاطي هذه السموم ودق ناقوس الخطر وأصبح ضررها الكبير مهيمناً على الواقع الاجتماعي.
بالمقابل نجد الجهات المعنية بمكافحتها مستمرة في متابعة مروجيها ومتعاطيها ودفعت ثمن ذلك غالياً من خيرة شبابها من الضباط والمنتسبين الذين أسكنتهم رصاصات الغدر الإجراميَّة المقابر، والتي أعطت لزملائهم قوة وحافزاً وإصراراً على متابعة هؤلاء المجرمين والقضاء عليهم.
ولكن الموضوع أكبر من أنْ يكون بمستوى جهة واحدة تحارب هذه العصابات العابرة للحدود، فالمتعاطي والمتاجر هو أبٌ أو ابنٌ أو أخٌ أو زوجٌ والذي يوضح الدور الأساسي للأسرة في كشف ذلك وهو الأساس المادي للحد من هذه السموم القاتلة، كذلك فإنَّها لا تقف عند حد الأسرة بل تتعداها ليشترك بها الصديق والجار وصاحب المحل والمقهى فهي قضية مجتمع كامل يتحمل عواقبها أفراده، ولا ننسى الدور الإعلامي الذي يصدح دائماً ضد كل ما هو خاطئ ومؤذٍ.
وإذ نقف اليوم على مفترق طرق إما أنْ نرضخ لإرادة الإرهاب الذي جاء اليوم بثوبٍ جديدٍ وهو المخدرات ليُدمر قاعدة الشباب ويعلن انتصاره، أو نقف متكاتفين للقضاء على الزحف الإرهابي الجديد وإنقاذ شبابنا من خطرهم وبالتالي إنقاذ المجتمع من الإجرام الذي يتوارى خلف شبح الإرهاب المتلون وأنْ نكون يقظين ضد أي هجمة أو زحف مماثل، فالإرهاب لا دين له، ولتصدح حناجركم أيها العراقيون ضد خطر المخدرات وانتشارها.