اعداد: اسرة ومجتمع
ينصح الأطباء والمختصون النفسيون الآباء والأمهات عند حدوث أي خلاف أو سوء فهم بينهم إبعاد الأطفال الصغار، لا سيما إذا تطور الأمر الى صراخ وضجيج، فهذا يؤدي الى زرع الكراهية والعدوانية في نفسية الطفل، فيتولد لديه اعتقاد بأنه السبب في الخلاف فيكون فريسة سهلة للأمراض والعقد النفسية والاجتماعية.وتختلف درجات تأثيرها حسب عمر الطفل ونوعية الخلاف، فإذا كانت مؤقتة لمدة يوم أو يومين يكون أمرا عاديا وسهل التجاوز ولكن تكون خطيرة ومؤثرة وعواقبها وخيمة على الطفل إذا استمرت لفترات طويلة.
ومن التأثيرات السلبية لمشكلات الوالدين على الطفل تتركز في اضطرابات سلوكية واضحة ويتخللها توتر وقلق وعدم القدرة على التركيز،خاصة في المدرسة فتتراجع قدرته على الاستيعاب، فتظهر الخلافات على شكل كوابيس مخيفة وبكاء قد نعتقد انه من دون سبب، كما ان التبول اللا إرادي وفقدان الشهية أو إفراط في الأكل، ويشكل انعدام جو الألفة والمحبة بين أفراد الأسرة فيشعر الأبناء بالضياع وعدم الثقة بالنفس.المراهق شديد التأثر بسلوك والديه في هذه المرحلة، فيحتاج الى النصح والإرشاد والمحبة، فيجد الطريق مسدودا ويرتكب المعاصي ويصبح عصبيا ويظن انه سيعاقب والديه اللذين سببا له المآسي، ويكون قاصراً عن التعامل مع شؤون الحياة المختلفة وشعوره بالإثم جراء نزاع الوالدين، فحين فقدان الأمان العاطفي وهو الجسر الذي يربط بين الطفل والعالم من حوله، يتزعزع الاستقرار الأسري والذي هو صمام الأمان، فكلما كانت العلاقة الزوجية أقوى كانت قدرات الطفل وعلاقاته الخارجية قوية وغير مهزوزة، ولتفادي الخلافات بين الزوجين أمام الأطفال ينصح بالوالدين تعليم أطفالهما أن الخلاف الأسري أمر بناء وليس أمراً مدمراً، أي من أجل الأبناء ومن أجل أنفسهم عبر وضع حلول عملية وإيجابية في مواجهة المشكلات الأسرية، فيجب على الأم ان تتجنب الدخول في مناقشة قد تحتمل الاختلاف في الرأي مع الزوج أمام الأطفال، خاصة إذا كانت تعلم ان الزوج عنيد ويتعمد مخالفتها في الرأي وتأجيلها الى وقت لا يوجد فيه الأطفال، وكذلك الحرص على محاورة الأبناء بهدوء من دون غضب وتنقلب الى مشكلات بين الأم والأب. ومن الامور المهمة ايضا مضاعفة التسامح بين الزوجين في الأوقات الحرجة والتغافل عن زلات بعضهما، وعدم تتبع الأخطاء والمحاسبة على كل شاردة وواردة من قبل الزوجين ومدح الزوجين بعضهما أمام الطفل، حتى ينمو نموا سليما ويخرج بشخصية سوية.الأولاد أمانة أعطاكم الله إياها فحافظوا عليها فأنتم المسؤولون أمام الله عنهم وعن تربيتهم وما زرعتم في أنفسهم من توتر وقلق ستحاسبون على ما فعلتم.