هل ستطيح كورونا بالسينما الهنديَّة؟

بانوراما 2021/05/31
...

  سوميتا شاكرابورتي 
  ترجمة: مي اسماعيل
    أصيب كبار نجوم السينما الهندية بفيروس (كوفيد- 19)، وتأجل تصوير وانتاج العديد من المشاريع الكبيرة؛ فهل بات مصير السينما الهندية قاتما ومهددا؟ انه بالفعل لأمر بالغ الجدية، حينما يعلن كبار ممثلي هوليوود على مواقع التواصل الاجتماعي اصابتهم بالفيروس ويرقدون في المستشفى؛ ليصاب بعدهم من تعامل معهم من الفنيين والملاكات المساعدة. 
والنتيجة تأخير أو تأجيل عدد كبير من الأفلام، التي قد يصل بعضها حد الالغاء.. كانت 2020 سنة سيئة لبوليوود (= السينما الهندية)؛ بعد تدابير حظر التنقل وإغلاق المسارح ودور السينما وايقاف عمليات التصوير والانتاج. 
تغيرت طبيعة ومسارات العمل وحلت متطلبات جديدة فرضتها الجائحة؛ حجبت بريق الماضي وأوقفت عجلات صناعة السينما بطريقة فظة. 
تنفس الجميع الصعداء حينما عاود انتاج الافلام نشاطه أثناء شهر حزيران من العام الماضي بعد ثلاثة أشهر من الاغلاق؛ لكن الامور عادت الآن الى المربع الأول بعد فرض اجراءات أكثر تشددا، خاصة في ولاية ماهاراشترا (موقع انتاج الكثير من الفنون المرئية) تزامنت مع تزايد اعداد الاصابات بالجائحة. وزاد من سوء الاوضاع مؤخرا اعلان كبير وزراء الولاية {أودهاف ثاكيراي} حظرا ليليا شاملا وعند نهاية الأسبوع حتى نهاية شهر نيسان المنقضي. 
واخيرا واجهت صناعة السينما الهندية المترنحة جراء خسائر السنة الماضية، واقعا فرض تأجيلا آخر لاطلاق العروض الأولى لأفلام سبق الاعلان عن مواعيد اطلاقها. 
فقد أُعلن تأجيل اطلاق فيلم {تالايفي- Thalaivi} (وتعني- القائد. المترجمة) الذي أدت دور البطولة فيه الممثلة “كانغانا رانوت”؛ وهو يروي سيرة حياة {جايالاليثا} السياسية والممثلة السينمائية، التي خدمت ست مرات بمنصب رئيسة وزراء تاميل نادو، والذي كان مقررا خلال الاسبوع الاخير من نيسان. 
وأعلن منتجو الفيلم عبر موقع تويتر أنهم قرروا تأجيل اطلاقه بسبب العدد المتزايد من اصابات الجائحة؛ وهي ضربة موجعة للمنتجين والبطلة، التي كانت تعول على دورها للفوز بجوائز تقديرية. 
 
تأجيل وإغلاق
قادت تطورات زيادة انتشار الجائحة الى مزيد من التأجيلات؛ ولم يعد المؤجلون يقدمون تواريخ مستقبلية محتملة لعرض أفلامهم. وهكذا استقرت الأفلام الجديدة في علبها المعدة للخزن، وتباطأ تصوير الافلام التي كانت قيد العمل فعليا. 
يمكن القول واقعيا وبوضوح أن المتضرر الأكبر هم المنتجون والمخرجون والتقنيون؛ ووفقا لتقرير إخباري صدر مؤخرا؛ إن {تيواري} رئيس اتحاد موظفي سينما غربي الهند (FWICE
 (Federation of Western India Cine Employees) لجأ حتى لمناشدة الممثل الشهير {سلمان خان} طلبا للمساعدة. 
وقال تيواري خلال مقابلة صحفية: {حاولنا بأقصى جهدنا اسناد متطلبات العاملين في صناعة السينما الهندية؛ وحتى توجهنا للاستعانة بسلمان خان، وعرضنا عليه تفاصيل احتياجات عاملينا.. انه واحد من أكثر ممثلينا تواضعا؛ وقد قدم المساعدة للعاملين في العام الماضي؛ وأثقُ أنه سيساعدنا هذا العام أيضا}. 
إضافة لذلك طالبَ تيواري وغيره من أعضاء الاتحاد أن تقيم حكومة الولاية مراكز للتطعيم في {مدينة الأفلام}؛ قائلا: {بسبب الحظر والقيود المفروضة على ظروف وساعات العمل؛ سيكون من الصعب على العاملين الذهاب الى مراكز التلقيح. 
لذا طالبنا الجهات المعنية بافتتاح مراكز التلقيح داخل مواقع التصوير في {مدينة الأفلام} أيضا}. ويبدو أن بعض شركات الافلام قررت أن تتحمل تكاليف تلقيح العاملين لديها. 
وشرح تيواري أن اجراءات عمل صارمة (SOPs) فُرضت على وحدات التنفيذ في أرجاء الهند، قائلا: {فرضنا اجراءات دقيقة ومشددة (SOPs) على مواقع التصوير، منها توفير المعدات المختبرية للفحوص السريعة؛ ولن نسمح باستمرار التصوير بدونها. 
كذلك نحاول تجنب لقطات الحشود الكبيرة، وفرضنا عقوبات على المخالفين}.. ولكن.. هل هذا كله كافٍ؟
 
البحث عن منافذ للعرض
ضربت الجائحة صناعة الافلام الهندية بشدة؛ ولكن بعض العاملين فيها قرروا الاستمرار بخطط اطلاق أعمالهم؛ ومنهم- المنتج والموزع {أناند بانديت} (مالك استوديو أفلام أناند بانديت موشن بيكتشرز)، الذي اختار اطلاق فيلمه المرتقب {ذا بيغ بول- The Big Bull} ضمن خدمة الوسائط عبر الإنترنت (OTT)؛ قائلا: {كان علينا المضي قدما بإطلاق الفيلم بواسطة منصة (OTT) عبر الانترنت وبالتعاون مع شركتي {ديزني} و {هوت ستار}، ولم يتبق لنا سوى هذا الخيار}. 
مع ذلك تناقصت نسب الأرباح التي كانت متوقعة سابقا الى حد كبير؛ وهذا ما دفع بعض المنتجين للامتناع عن اللجوء لمثل هذا الخيار، خاصة الأفلام الكبيرة ذات الميزانية العالية؛ ومنهم- {كاران بيدي} مدير شركة {MX Player} للانتاج الفني، الذي يقول: {تنبهنا منذ وقت مبكر الى أن اطلاق أفلامنا على منصات (OTT) سيكون مجحفا اقتصاديا؛ بسبب ارتفاع كلفة الانتاج وصعوبة استرجاعها وفق ظروف العرض 
الحالية}.