أميركا تواجه روسيا والصين في أفريقيا

بانوراما 2021/06/03
...

  كريس أوزبورن
  ترجمة: شيماء ميران
بدءا من القواعد العسكرية إلى مبيعات الاسلحة وصولا للتجارة والقروض الاقتصادية، تخشى كل من بكين وواشنطن من نوايا بعضهما تجاه الاخر في القارة الافريقية. فحيث تتجول الاسود وتتدافع الفيلة وتتسكع الزرافات في المروج والمراعي، تبقى افريقيا المنطقة الواسعة، التي يتنامى فيها تواجد الجيش الاميركي بسرعة، بسبب النشاط الصيني والروسي المستمر فيها إلى حد كبير.
يقول الجنرال جيفري هاريجيان، قائد القوات الجوية الاميركية في أوروبا وافريقيا، خلال ندوة القوات الجوية للعام الحالي والتي عُقدت مؤخرا: «اهتمامنا ينصب على كيفية تنافسنا مع روسيا والصين من المنظورين العسكري والاقتصادي في أفريقيا، لأن الروس والصينيين يبحثون عن الفرص بغية توسيع نفوذهم». خاصة الصين، إذ لا تعد هي مورد الاسلحة الرئيس لأفريقيا فقط، بل تعمل على توسيع نفوذها الاقتصادي والعسكري هناك. فخلال السنوات الاخيرة، أنشأ الصينيون قاعدة عسكرية في جيبوتي وعلى مقربة شديدة من الوجود الاميركي فيها.
وبحسب مقال نشره المركز الافريقي للدراسات الستراتيجية بعنوان «السعي وراء الحلم الصيني عبر افريقيا: خمسة عوامل لستراتيجية الصين في افريقيا»، تجاوزت الصين اميركا منذ العام 2019 بوصفها الشريك التجاري الاكبر لأفريقيا، وفي العام 2015 بلغت قيمة التبادل التجاري الصين مع افريقيا 300 مليار دولار.
وتقوم القوات الاميركية، التي يبلغ حجمها ستة الآف جندي في افريقيا بتدريب قوات التحالف المحلية، وتتولى عمليات لمكافحة الارهاب، وتوسيع الامن الاميركي وسط عدم الاستقرار والتدخلات الاجنبية المحتملة.
ويمكن وصف الطموح الصيني المركز على افريقيا من منظور امبريالي اقتصادي معين، ونظرا للنطاق الواسع للتدخل الصيني من خلال النفط والمواد الخام وواردات الموارد الطبيعية للمنطقة، تواصل الصين مشاريع البناء في 51 دولة افريقية.
كانت القارة السمراء ولعدة سنوات المنطقة الرئيسة، التي تبذل فيها اميركا جهودا متواصلة من اجل مكافحة التمرد، وفوق ذلك، أصبح من الواضح في السنوات الاخيرة وعلى نحو متزايد ان القارة الافريقية هي منطقة تركيز مهمة ومطلوبة لغرض تنافس القوى
 العظمى.
كما أوضح هاريجيان انه إلى جانب العديد من المطالب التشغيلية الأوروبية الملحة، لم يغفل البنتاغون والقوة الجوية افريقيا، ويحاولان «كشف تلك الامور التي تعد مضرة بطبيعتها، وإعادة تأكيد التزامنا امام شركائنا الافارقة». وقد ترسل مقاتلات الشبح من نوع «F - 35» إلى القارة الافريقية لمساعدة الدول الحليفة في تنفيذ المهام التشغيلية، او ببساطة لغرض إضافة وجود قوة عظمى اكبر إلى الوجود الاميركي في القرن الافريقي. ومع استبعاد الحاجة لوجود قوة برية اكبر، ربما تكفي زيادة مراقبة المرتفعات العالية، او دوريات قاذفة قنابل، او غيرها من تدريبات التهيؤ لحرب القوى العظمى التي قد تفي
بالغرض.