بايدن وإيجاد مدافعين جدد عن إسرائيل

بانوراما 2021/06/05
...

  جوليان بورغر
  ترجمة: خالد قاسم
يلتزم الرئيس الأميركي جو بايدن بمسار اختطه لنفسه منذ عشرات السنين عندما كان سيناتورا شابا، وهو الدفاع المستميت عن اسرائيل، ولم يتنازل حتى الآن أمام الجناح التقدمي في حزبه أو الديمقراطيين اليهود المطالبين باتباع موقف أكثر قوة تجاه بنيامين نتنياهو. 
وصل الأمر الى حد استعداد بايدن لمواجهة العزلة في مجلس الأمن الدولي، مقابل احتمال خسارة مصداقيته بقضايا التعددية وحقوق الإنسان. 
لكن محللين يقولون إن ارتفاع عدد الضحايا مع تأخر وقف اطلاق النار خلال الحرب الفلسطينية - الاسرائيلية الأخيرة رافقته ضغوط محلية ودولية اوقفا تلك 
الحرب.
ازدادت شكوك اليهود الأميركيين بنتنياهو وسياساته، وأظهر استطلاع رأي نشره مركز بيو للأبحاث أن 40 بالمئة فقط يعتقدون أن رئيس الوزراء الاسرائيلي قد أدى عمله جيدا، وينخفض الرقم الى 32 بالمئة بين اليهود الشباب، والأمر اللافت للنظر الى أن 34 بالمئة فقط يعارضون بقوة العقوبات أو الاجراءات العقابية ضد 
اسرائيل.
تمتلك جماعة الضغط اليهودية الأميركية الليبرالية المعروفة باسم {جي ستريت» نفوذا متزايدا داخل الحزب الديمقراطي، وحثت بايدن على فعل المزيد لإيقاف السياسات الاسرائيلية المؤججة للصراعات. 
من جهته طال الكاتب اليهودي المعروف بيتر بينارت عبر تعليق في نيويورك تايمز بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، كحل وحيد طويل الأمد لإنهاء العنف في
اسرائيل.
كان تأييد دونالد ترامب اللامحدود لنتنياهو سببا بجعل سياسة الانحياز الأميركية تجاه اسرائيل قضية حزبية. 
ووسط معارضة من اليهود الأميركيين، أعلن السفير الاسرائيلي السابق لدى واشنطن رون ديرمر ضرورة تركيز حكومته جهودها للتواصل مع الإنجيليين الأميركيين {المتحمسين» بدلا من اليهود الذين وصفهم بأنهم {يحملون نقدا هداما 
لاسرائيل».
 
الصهيونية الإنجيلية
ساعد الإنجيليون الأميركيون، مثل مايك بنس ومايك بومبيو، بصياغة سياسة ترامب تجاه اسرائيل. 
ولا يشكل هؤلاء قوة داخل الحزب الديمقراطي لكنهم مصدر أهمية في الولايات الجمهورية والمتأرجحة التي يجب على بايدن الفوز بها في انتخابات الكونغرس النصفية العام المقبل للحفاظ على أغلبية حزبه.
عموما، لا يستطيع الرئيس الأميركي تحمّل إقصاء الجناح التقدمي من حزبه، فقد كانت الحماسة التقدمية ودعم شخصيات بارزة، مثل بيرني ساندرز هي التي ساعدت بايدن بكسب الرئاسة حيث فشلت هيلاري كلنتون.
كان النواب التقدميون، مثل ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، أكثر صراحة في انتقادهم لخط بايدن الذي يؤكد حق اسرائيل بالدفاع عن النفس، وكتبت كورتيز في تويتر: «اذا كانت إدارة بايدن لا تستطيع مواجهة دولة حليفة، فمن تستطيع مواجهته؟ وكيف تدعّي بمصداقية تأييدها لحقوق الانسان»؟.
عمل بايدن بجد على دعم التقدميين خلال حملته الانتخابية وما بعدها، وأسس ورش عمل سياسية معهم، لكن الأزمة الحالية أنهت شهر العسل ذاك. 
ويقول معظم المحللين إن بايدن أسس مساره بشأن اسرائيل منذ أمد بعيد، وأن من الصعب عليه تغيير هذا المسار. 
اذ كان مدافعا قويا في الكونغرس لعشرات السنين، وقد دعم تفجير اسرائيل المفاعل النووي العراقي منتصف العام 1981، على سبيل المثال، ووصف نفسه بأنه «أفضل أصدقاء اسرائيل الكاثوليك». 
ويعتمد منظور سياسته الخارجية على أساس الالتزام بحلفاء أميركا التقليديين وتقويتهم.
يرى دانيال ليفي، رئيس مركز أبحاث الولايات المتحدة لمشروع الشرق الأوسط، أن الأرضية السياسية تتغير تحت أقدام بايدن. 
ويؤكد أن من السابق لأوانه الإشارة إلى أن المعاملة الخاصة التي تتلقاها إسرائيل من السياسة الأميركية قد انتهت 
نهائيا. 
ومع ذلك، فإن التطورات في المنطقة تدفع بهذا الاتجاه مع ظهور علامات التغيير، لكن السؤال هو إلى أي مدى وما هي سرعة هذا التحرك، فقد يتغير موقف بايدن. 
أما في المدى القصير فالعامل المهم هو آراء مجلس الشيوخ المنقسم بالتساوي بين الحزبين، وتعتمد أجندة بايدن على نائبته كامالا هاريس لأنها تمتلك الصوت 
الحاسم.