حكمة الصمت

اسرة ومجتمع 2021/06/05
...

سعاد البياتي 
 
عن الامام علي (عليه السلام) في الصمت والذي هو احدى الصفات التي يتصف بها الانسان الطامح في انارة عقله وادامة اعماله، اذ قال: (الصمت آية النبل وثمرة العقل)، لذلك تكون الثرثرة نقيضة الصمت،  والتي طالما اتهمت المرأة بها، وعدت من مسببات ضياع الوقت وفقدان الهدوء، حتى اصبحت وصمة نسائية بامتياز، وهذه الصورة لا تنطبق على المرأة العربية، بل ان الامثال الاجنبية تجسد هذا المنظور العالمي للمرأة، اذ يقول المثل الصيني (استودع الخرساء سراً وستراها تنطق).
فالمرأة في كل زمان ومكان تحب الكلام والحديث مع الآخر، وترى هذا الأمر من مسببات السعادة لديها، وانها لا ترى في الموضوع اكثر من مجرد لهو، لا سيما اذا كانت مرتبطة بعلاقات اجتماعية متعددة، وتجد فيها ما ينقصها في البيت او في علاقاتها مع اقربائها او لسبب آخر!.
فهناك دراسة تؤكد أن السبب الذي يجعل المرأة تتحدث اكثر من الرجل هو نوع من البروتين المتواجد في جسمها بنسبة عالية وهو المسؤول عن جعلها تتلفظ بمعدلات كلام تفوق الرجل، وباعتقادي ان المرأة تتحدث احياناً بصمت مع نفسها، وتجيد اسلوب التعامل مع الآخرين من جراء الاحتفاظ بمجمل الكلمات التي اختزنتها لتلقيها بطريقة محببة احيانا. 
ومع أن هذه الصفات هي من تكوين جسم المرأة الذي جبل على اقامة علاقات اجتماعية والذي لا يجعلها تبخل بالوقت والجهد في تشكيل ارتباطات مجتمعية، وفتح باب الحديث على مصراعيه، ويجب على المرأة أن تعلم حقيقة معروفة للجميع وهي أن الصمت مفتاح قلب الرجل وانه ينزعج من المرأة الثرثارة ويحبذ المرأة التي تجيد فن الصمت والتي تخبئ اسراره في بئر، ولا تدلي باي معلومات عن نفسها وعن زوجها، انا والكثير من النساء نعلم جيداً أن الصمت باب من ابواب الحكمة، ونحفظ جيداً المثل المعروف «اذا الكلام من فضة فالسكوت من ذهب»، ولكن على الرجال ايضاً ألا يقتلوا الكلمات في صدور النساء وأن يتركوا لهن حرية الكلام بعيداً عن الثرثرة المزعجة، فخير الامور اوسطها، وقد تكون هذه المخلوقة ابلغ في الحديث عن أمر ما، لا سيما وهي تعبر عنه بشكل هادئ وتلفظ كلماتها وما تبغي بصورة اكثر اناقة، فلا تتهموا النساء بالثرثرة، فليس كلهن سواء!.