المعيشة المضطربة.. الحلقة الأصعب في المشكلات الأسريَّة

اسرة ومجتمع 2021/06/11
...

 اعداد: اسرة ومجتمع
 
من البديهي أن أي اسرة في العالم مهما كانت درجة وعيها او ثقلها في البنية المجتمعية لا تخلو من المشكلات الاسرية، مهما صغر او كبر حجمها، الا انها تختلف من اسرة الى اخرى في اسلوب المعالجة ووضع الحلول المناسبة لها، كما تختلف في نوع المشكلة وعمقها وتأثيرها في واقع الاسرة، خصوصا اذا ادركنا اهمية البناء الاساس للاسرة التي تعد النواة الحقيقية للمجتمع وعنوان تطوره، اذا ما قامت على اسس متينة من التآلف والتماسك بين افرادها، وينعكس ذلك ايجابيا في تفاصيل الحياة. 
ويعد الجانب الاقتصادي المضطرب او غير المستقر الحلقة الاصعب في المشكلات الاسرية، خصوصا اذا كان رب الاسرة هو المعيل الوحيد لاسرة كبيرة تعاني من شظف العيش، خصوصا في الازمات الاقتصادية الحادة وآخرها فترة الحظر التي فرضت اشتراطات اخرى، ما زاد من عمق المشكلة، اذ لا يستطيع تغطية احتياجات اسرته الكبيرة التي تتزايد طلباتها يوما بعد آخر، وهذا الجانب الحيوي يتسبب في توتر العلاقات الزوجية، وتأخذ منحى غير مستقر على الدوام وتتحول المشكلة الى مشاجرات مستمرة، وتصبح السمة البارزة للاسرة مع تدخل اطراف داخلية وخارجية على خط الازمة وتضيع هيبة رب الاسرة الذي يقف عاجزا عن ايجاد حل مناسب في عتمة هذه الظروف و تخيم اجواء من الحزن وتشتت شمل الاسرة وهذا بطبيعة الحال يخلق ازمات نفسية حادة. وهناك مشكلات اخرى تواجه الاسرة تتعلق بتربية الابناء على المبادئ الاخلاقية ومراقبة تصرفاتهم بصورة مستمرة ومتابعة دراستهم من اجل عدم انجرارهم وراء رغباتهم غير المسؤولة في تقليد اعمى للسلوك المنحرف عن جادة الصواب ما يعني انهيار المنظومة الاخلاقية، وكذلك الخلافات الزوجية المستمرة امام الابناء، فيحصل النفور من البيت والبحث عن فضاء آخر. ولعل افضل الحلول لتضييق المشكلات والسيطرة عليها من خلال النقاط التالية: 
1 - رب الأسرة هو المسؤول الأول عن بيته وعليه الالتزامات الاخلاقية والمادية في حدود قدرته وتوفير الراحة النفسية لافراد اسرته واحترام زوجته وخلق فضاء من المرح والاستماع الى آراء الابناء والتحاور معهم بشأن الاطر الحقيقية لتنمية العلاقات الاسرية بما يوفر البيئة المناسبة للعيش. 
2 - من الضروري التزام افراد الاسرة بالاخلاق الحسنة، والابتعاد عن السلوكيات غير الاخلاقية سواء في الكلام او التصرف، لان السلوك السيئ يتسبب في هدم الاسرة وتفككها على نحو مريب.
3 - الابتعاد عن الغضب والانفعال والصوت العالي، لأنها لا تسهم في حل المشكلة بل تزيدها تعقيداً. 
4 - الابتعاد عن الاساليب العنفية في التعامل مع الابناء، واتباع طرق تربوية اخرى تأتي بنتائج اكثر فائدة. 
5 - على الاب تحمل المسؤولية، وأن يمتلك ثقافة الاعتذار عن الاخطاء التي يقع فيها، ما يزيد من احترام الابناء له.