ذكرى الفتوى

منصة 2021/06/13
...

  صباح محسن كاظم
عراق الحضارة، عراق المقدسات، وإن باغته الأعداء لكن لا تدنس أرضه للأبد، شعبٌ يصبر على المحن على مضض، لكنه ينتصر لهوية الوطن.
رجال هرعوا مع بزوغ فجر الفتوى وضوء الشمس وهم يتوضؤون بتراب الوطن ليتيمموا شطر نداء الجهاد بروح سامية، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وصوله للفردوس، فإما حياة تسرُ الصديق وإما ممات يغيظ العدو.
 طلبوا الحياة لتزهو الحقول، وترتفع أصوات المساجد والكنائس، قدموا حيواتهم لكي يبقى العراق بعد أنْ أراد كل الأشرار في سبع قارات الفناء، حين تواطأ كل لقيط من العبيد للوهابيَّة والماسونية والصهيونيَّة حطموا كل الأغلال التي أرادها المحتل والعميل وكل من حفر للعراق ليوئد أحلام شعبه.. لكنَّ بوصلة الحق وراية الجهاد الخفاقة انطلقت صوب المجد تلوّح بالنصر رغم سقوط الموصل بساعات وبتآمر دولي ومحلي، وانتهاك الأعراض وحرق المقدسات.. غربان الشر التي أبادت الايزيديين والمسيحيين والشبك.. كان رجال الحشد يوقفون تلك المجازر، بقتال ضارٍ بعد مجزرة وحشية في سبايكر وقتل آلاف الجنود العزل بتآمر إرهابيين خانوا الله والوطن نالوا الجزاء بالمحاكمة العادلة، الآن هم خلف القضبان من البعثيين من آل بو ناصر وآل بو عجيل كما اعترف أكثر من 20 قاتلاً بالمحكمة التي حكمتهم بالحق جراء قتل آلاف الأبرياء..
ذكرى أليمة حقاً، كنت في بيروت برحلة ثقافيَّة لتوقيع مؤلفات بالمركز الثقافي العربي، سافرت يوم 9/ 6/ 2014 كانت الأجواء العراقية هادئة، رغم التظاهرات في المنطقة الغربيَّة، لكنْ لا أحد يتوقع الانهيار التام وإنما تظاهرات بين مطالب مشروعة وأخرى تحريضيَّة مدفوعة! عموماً أبدلت الاحتفاء الى حوارات للفضائيات ببيروت لقناة المسيرة ثم بعد يوم لقناة آسيا، ولقاءات مختلفة عن الشأن العراقي قلت: لن يصمت الجنوب والفرات الاوسط ورجاله عن قتل أبنائه وتدمير العراق وينتظرون إشارة العلماء، الحمد لله صدرت فتوى الجهاد الكفائي.. كانت الرجال تتسابق بسلاحها الشخصي من الناصرية، البصرة، العمارة، السماوة نحو جبهة المواجهة وقد حدثني أخي عمار محسن كاظم الذي ذهب باليوم الأول وما زال بالحشد الشعبي يواجهون الإرهاب أنهم أوقفوا زحفهم نحو بغداد وهم يدفعون بالأشرار للتقهقر وكل يوم تتقدم الأفواج لصد كل الهجومات والمفخخات بصدور مؤمنة..
طوال سنوات كانت الناصرية تزف الشهداء لقد ضحى الشهيد هادي السهلاني من الشطرة بولديه الشهيدين وفي أربعينية الشهيد الثاني ذهب لصلاح الدين لمقاتلة داعش فمسكه القتلة من البعثيين –الوهابيين ونحروه وعرضوا جسده الطاهر على الفضائيات، هذا الشهيد الجنوبي الذي لا يملك داراً بل له بيت –من البلوك- بتجاوز زراعي، وكذلك الشهيد الجندي كاظم من القلعة الذي حز رأسه وترك 3 بنات يتيمات، أو حسين حسن أصغر شهيد بالحشد عمره 13 عاماً والده زميلي بالتعليم بمتوسطة الناصرية، أو السيد أحمد عباس الصافي أول صحفي يستشهد بالعراق من طلبتي المؤمنين الذين تربوا على المبادئ القرآنيَّة.. وعشرات القصص لشهداء الناصرية كالقائد اللواء الشهيد أبو طه، وعشرات من الشهداء من الناصرية السمراء أبية الضيم، ومدينة الجهاد من فتاوى مقاومة الاحتلال البريطاني 1914 لليوم مدينة تنتج الإبداع وتقدم الشهداء.
نَّ عشاق الحسين الشهيد وهم يتأسون بسيد الحرية وكل مقولاته التاريخيَّة «هيهات منا الذلة « ويتأسون برمز التضحية قمر بني هاشم قطيع الكفين العباس «ع» نجدهم تركوا قاعات الدراسة الجامعيَّة ليتوجهوا صوب عناق الرصاص بدلاً من قاعات العلم كما محمد البدري من البطحاء الذي ترك جامعة بغداد لتقطع يداه وقدماه وهو يهزج للعراق لذلك كُرِّمَ من العتبتين المقدستين وأصبح رمزاً وطنياً وغيره ممن فقد بصره، وأطرافه وهم يواجهون كل المفخخات، والبيوت المفخخة من داعش البعث، وما زال بعد التحرير يقاوم حشدنا المقدس كل حواضن النفاق من فلول البعث الذين يقومون بالتفخيخ والتعرض بمناطق حواضنهم التي توفر الملاذات الآمنة لهم.. لذلك ناشدت مراراً سواء بالفضائيات أو الكتابات أو بندوة الحشد الشعبي لكل فصائله قبل أعوام ببغداد على
1 - تكثيف الجهد الاستخباري عن الخلايا النائمة من السلفيين والبعثيين.
2 - متابعة كل الحدود بدقة متناهية وحرص شديد لأي اختراق من الحدود.
3 - تجهيز الحشد الشعبي بأحدث الأسلحة والتجهيزات فهم درع الوطن.
4 - بقاء جذوة فتوى الجهاد بقلوب كل الأحرار بالعراق.
إنَّ الحشد هويتنا ووجودنا.. لا وجود لنا بمحاولات محمومة من الجوار والمحتل لإضعافه وقتل قادته وتسقيط رموزه، لذا نحتاج لضخ إعلامي بالصحف والمجلات والفضائيات لكل من يحاول المساس بحشدنا المقدس، فالمؤامرة مستمرة لا يروق للآخر أنْ يكون العراق مزدهراً وصامداً.