قناة يوتيوب.. انتهاك الخصوصيَّة مقابل الربح

منصة 2021/06/14
...

  نهى الصراف
 
لم يعد إنشاء قناة على اليوتيوب أو حتى في أحد مواقع التواصل الاجتماعي بالأمر المعقد، كل ما هنالك أنَّ بعض الناس استطاعوا أنْ يوظفوا عناصر التقنية لمصلحتهم الخاصة بالاعتماد على مهارات التواصل والذكاء الاجتماعي، ذلك باستقراء ما يشد انتباه الجمهور في المنطقة أو المدينة التي يعيش فيها صاحب القناة، فإذا حصد نجاحاً ملحوظاً فربما تتعدى موضوعات اهتمامه إلى مناطق ومدن ودول مجاورة. هناك تنوعٌ في الطرح، قناة يوتيوب لهواة التمثيل، خاصة تلك التي تتعلق بخلق المواقف الكوميديَّة، بعض أنواع التوك شو، قناة تهتم بالتجميل وأحدث خطوط الأزياء، وأخرى تتطرق إلى آخر أخبار مشاهير الوسط الفني أو الرياضي، ثم الأكثر شهرة منها بعدد متابعين هائل وهي القنوات التي تعتمد على الطبخ وكل ما يتعلق بأمور تنسيق المائدة وترتيب المنزل بل يذهب بعضهم بعيداً في طرح قضايا أسريَّة ربما تكون خاصة جداً، وهذه الأخيرة تصنف كقنوات أسريَّة يعتمد فيها أحد الزوجين أو كلاهما بطرحٍ مضمونٍ لحياة الأسرة اليوميَّة، قد تتخللها بعض المناسبات الاجتماعية وقصص النجاح مع تضمينها نصائح للجمهور، أما القنوات الأسريَّة فتصل أرباح بعضها إلى مليون دولار تقريباً.
قناة يوتيوب التي تتخصص في الروتين اليومي أصبحت تحقق نسب مشاهدات عالية حتى تلك التي يزيد طول بثها على نصف ساعة؛ فهي تسترعي اهتمام النساء خاصة حديثات الزواج منهن، إذ تقدم أفكاراً متاحة للتطبيق وبسيطة في الوقت ذاته لكل ما يتعلق بالحياة البيتيَّة بما فيها تربية الأطفال والتسوق، وتقترح في الوقت ذاته أماكن ومحالَّ معينة للتسوق بأفضل الأسعار. لا يمكننا أنْ نتنبأ بما يمكن أنْ يسترعي انتباه الناس ويثير فضولهم، لذلك فإنَّ أي فكرة لإنشاء قناة يوتيوب مهما بدت ساذجة في أول الأمر فإنَّ من الممكن أنْ تحقق نجاحاً غير متوقعٍ وتجد لها جمهوراً واسعاً، وهذه ضربة حظ للكثيرين.
يفضل الجمهور عادة المشاهدة على القراءة، لسهولة الأمر وضيق الوقت أيضاً فهذه المقاطع يمكننا مشاهدتها أثناء الطبخ أو في الطريق إلى العمل وحتى أثناء أداء التمرينات الرياضيَّة خاصة رياضة المشي.
لكنْ هل تلغي هذه البرامج الخصوصيَّة مقابل الربح، وهل هذا هو الثمن الذي يدفعه أصحاب هذه البرامج لجذب أكبر عددٍ من جمهور المتابعين؟
لنْ يكون هذا الخيار متاحاً للجميع، أو خياراً يتطلب بعض الجرأة والكثير من المغامرة، إذ لا تستطيع أغلب السيدات تعريض خصوصة حياتهن للانتهاك، الذي قد يتخذ مسارات غير مقبولة، من أجل الربح المادي إذ إنَّ الثمن قد يكون باهظاً.