قحطان جاسم جواد
اختتمت فعاليات مهرجان {المسرح الشبابي في النجف} دورة الفنان غانم حميد. ووزعت جوائزه كما يلي: جائزة النقاد لمسرحية (مطبرة) وهي من أعمال مسرح الشارع، وتميزت بالأداء الجماعي الجيد.
بينما منحت لجنة الحكم جائزة أفضل عمل لمسرحية (قحط) إخراج الفنان حسن الصغير لنقابة فناني واسط.
وجائزة أفضل نص مسرحي كانت لنص (انتهاكات) للكاتب المتميز عكاب حمدي، كما فاز بطل المسرحية ذاتها الفنان عبدالله كريم بجائز أفضل ممثل ثانوي، وفازت الشابة المجتهدة زينب رائد بجائزة أفضل ممثلة لما قدمته من جهد وأداء جيدين في مسرحية (مثابرة)، فضلاً عن شجاعتها وجرأتها في تمثيل الدور وتحدي الكثير من التابوهات التي تطوقنا من كل جانب.
وجائزة أفضل تقنيات للفنان حسين الزبيدي عن تقنياته في مسرحية (سلالم العتمة) من البصرة.
وأفضل ممثل ذهبت مناصفة الى (حيدر عادل وحيدر المعن) لمسرحية (اشلاء) من بغداد.
وجائزة أفضل أداء جماعي لمسرحية مطبرة من ديالى، تأليف سعد هدابي وإخراج مرتضى محمد.
وبذلك تكون مسرحية (مطبرة) حصلت على أفضل عمل وأفضل أداء جماعي من قبل لجنة النقاد ومن لجنة التحكيم.
عموماً الجوائز كانت عادلة ومنصفة للكثير من الشباب الذين صنعوا لنا مهرجاناً حقيقياً، لا سيما شباب النجف الذين كانوا أول من تحدى وكسر جدار الكورونا اللعين.
لكن ما لاحظناه على كل العروض تقريباً هو السوداوية والحزن من دون أنْ نجد فرحاً يعطينا أملاً للمستقبل بالتغيير، لا سيما أنَّ الشباب هم مفتاح التغيير.
كذلك وجدنا عدم الاهتمام الشديد بالتقنيات والمؤثرات الصوتية والبصرية والسينوغرافيا، رغم أنَّ المسرح الحديث بات يقدم التقنيات في أعماله ويهتم بها أكثر من أي شيء آخر.
في مسرحية (الشارع) التي عرضت في بابل وليس في النجف لاعتبارات خاصة لم نجد أي تفاعل من قبل الجمهور مع العرض، رغم أنَّه من اشتراطات هذا اللون من المسرح كما يقول الناقد د.بشار عليوي هو مشاركة الجمهور وتفاعله الخلاق مع
العرض.
علما أنَّ جميع الجمهور الذي أحاط بالعرض كان جمهور نخبة من المثقفين والمسرحيين، كما خلت معظم العروض من العنصر النسوي إلا في مسرحية واحدة هي مسرحية (مثابرة) من كركوك وكان حضورها كبيراً ومؤثراً ومتحدياً للتابوهات، وهو السبب الذي جعل إدارة مهرجان النجف تعرضها في كلية فنون بابل تجنباً للمشكلات.
وكانت شجاعة كبيرة من بطلة المسرحية الفنانة الشابة زينب رائد وشجاعة من كلية الفنون لقبول عرض المسرحية في قاعاتها، وهذا الأمر يحسب للدكتور عامر صباح مرزوك عميد الكلية، أما بقية العروض المتواجدة فيها عناصر نسوية فكانت هامشية ولا دور لها.
أمرٌ آخر حدث استحسنه الجمهور هو إعلان الفنان غانم حميد عن جائزة خاصة منه لأفضل ممثل يختاره هو وليس المهرجان.
واختار لها الفنان الشاب علي شكيب ودعاه ليمثل بطولة مسرحيته القادمة في بغداد كما جعل الجائزة دائميَّة في الدورات القادمة جميعها تشجيعاً للشباب وهي ربما تكون أول مبادرة من نوعها.
ورغم ما شاهدناه من مخرجين وكتاب وممثلين متميزين نجد أنَّ هناك ضرورة لإقامة الورش الفنية وزج الشباب فيها لتزداد خبرتهم وتصقل
موهبتهم.
على الرغم من الملاحظات أجد أنَّ النجاح تحقق لهذا المهرجان لأنَّ شباب النجف كسروا حصار المهرجانات الافتراضية وجعلوها حقيقيَّة وميدانيَّة، وكذلك استقطبوا شباباً من كل المحافظات العراقية (سواء من خلال العروض او في اللجان المنبثقة عن المهرجان) فكانوا شباباً عراقياً
بامتياز.