بغداد/ كاظم لازم
في مساحة لم تتعد الستة امتار، اكتظت ثلاثة الاف صورة تحمل ذاكرة التاريخ العراقي منذ بداية القرن التاسع عشر وصولا الى سنوات السبعينيات والثمانينيات عبر شخصيات سياسية واجتماعية وثقافية وفنية ورياضية.
"متحف بلاد مابين النهرين" كما يحب ان يطلق عليه صاحبه اسعد عبد المجيد يتوسط سوق هرج، ويضم صورا وثائقية عن ساسة العراق ومناطق بغداد التراثية من شوارع وساحات والتي اندثر البعض منها.
"الصباح" التقت عبد المجيد الذي اشار الى انه "ورثت هذه المهنة من والدي قبل ثلاثين عاما اذ بدأت بالبحث عن اي صورة نادرة وضمها الى مجموعتي التي بلغت الى الان ثلاثة الاف صورة بدءا من ولاة الولاية العثمانية للعراق ورؤساء ووزراء وسياسيي الحكومات المتعاقبة منذ العشرينيات، كما ضمت المجموعة رجال التاريخ والادباء والشعراء والفنانين في تلك الفترات".
واضاف عبد المجيد "زارت المتحف العديد من الوفود والسياح فضلا عن وكالات عالمية من اميركا وبريطانيا والسويد وابدوا اعجابهم الكبير بما يضمه المتحف".
مناشدا وزارة الثقافة بأن تزور المكان أملا بنقله الى مكان اوسع من اجل فسح المجال لجيل الشباب من مشاهدة العراق وبغداد قبل اكثر من مئة عام من خلال صور بالاسود والابيض قبل ان تفسدها الألوان.
ولا يخلو سوق هرج من السلع الثمينة والنادرة، فهو يحفل بالعجيب الذي تختلط فيه السلعة الثمينة بالبضاعة البخسة، وربما يجد المنقب في البضائع المعروضة الكثير مما يعد ثمينًا لقيمته التاريخية او الفنية، فمن التحف القديمة الى الصور التاريخية من مختلف المراحل الزمنية، يعكس صورة من المراحل الزمنية التي مر بها العراق تستحق الوقوف عليها.