نسخة من تقرير «يوفو» رفعت عنها السرية

بانوراما 2021/06/26
...

  بيتر سوكيو
  ترجمة: أنيس الصفار  
من المتوقع أن يطلع اعضاء الكونغرس الأميركي حاليا على مزيد من المعلومات حول «ما يمكن أن يكون هناك» خارج عالمنا، حيث يعكف مسؤولو المخابرات والجيش على تحديد موعد للكشف عن تقرير يتضمن ما يوصف بـ «الظواهر الجوية غير المفسرة»، ويشار اليها اختصاراً «يو أي بي». هذا التقرير المنتظر، الذي رفعت عنه السرية، سوف يعطي نظرة معمقة في ما امكن التوصل اليه من معلومات بشأن «يو أي بي»، المعروفة باسم اكثر شيوعاً هو «يوفو».
 
 
أين الجديد؟
من غير الواضح بعد إن كان التقرير الجديد سيضيف جديداً حول ما اذا كانت هناك صلة بين التلاقيات العرضية، التي وقعت للجيش الأميركي مؤخراً وأجسام «يو أي بي» بالقدر الذي يثبت ان تواصلاً فعلياً قد وقع مع كائنات من خارج أرضنا. إلا أن التقرير، الذي أعد بتكليف من الكونغرس، قد استقطب قدراً كبيراً من الاهتمام جعل التطلعات مشحوذة بشأن ما سيكشفه بالفعل عن «يو أي بي» عندما يطرح في نهاية المطاف.
كان المقرر ان يقدم التقرير مطلع حزيران ولكنه تأخر عن موعده، وهناك تكهنات بأن «بعض المعلومات المعروفة» هي التي أدت الى التأخير، لكن القانون الذي وجّه وكالات المخابرات ووزارة الدفاع بإعداد الدراسة ليس من القوانين الملزمة فنياً، وهذا سمح بمدى معين من التصرف في موعد النشر. كان التحضير لهذا التقرير موضع اهتمام كبير نظراً لما اكتسبته «يوفو» ( أو «يو أي بي») من اهتمام متجدد في الوعي الجماهيري عقب مقاطع فيديو نشرتها البحرية الأميركية كانت طي السرية تظهر فيها تلاقيات عرضية، مع امثال هذه وقعت خلال السنوات الأخيرة، فتلك التلاقيات لم تحظ بتفسيرات مقنعة كافية من قبل المسؤولين العسكريين.
في الشهر الماضي قال الرئيس الاسبق «باراك أوباما»: «الحقيقة التي لا جدال فيها، وأنا جاد تماماً في ما أقول، هي إن لدينا مقاطع مصورة وتسجيلات لأجسام تطير في السماء لا نعلم بالضبط ما هي. فنحن لا نستطيع تفسير كيفية تحركها او مساراتها، كما انها لا تخضع لأنماط ثابتة يسهل تفسيرها. لذا اعتقد ان الناس سيبقون مهتمين بمحاولة تحريها وتبين كنهها».
 
اهتمام وقلق
مقاطع الفيديو التي نشرتها البحرية تلك لم تثر الاهتمام بين اوساط المعنيين باليوفو وحدهم بل بين اعضاء الكونغرس ايضاً، إذ عبر المشرعون عن قلقهم من أن تلك الـ«يو أي بي» قد لا تكون آتية من «عالم غير عالمنا» بل تهديدات تكنولوجية متقدمة يقف وراءها خصوم خارجيون.
خلال العام 2020 نجح السيناتور «ماركو روبيو»، الذي سبق ان شغل منصب رئيس هيئة المخابرات المنتخبة التابعة لمجلس الشيوخ، في ادخال نصوص على قانون تخويل جهاز المخابرات تطالب اجهزة المخابرات بموجبها بإعداد تقرير مفصل للجنة حول موضوع «يو أي بي» ترفع عنه السرية.
قال روبيو في تصريح نقلته قناة «أي بي سي نيوز»: «تردنا تقارير من الرجال والنساء الذين اوكلنا اليهم مهمة الدفاع عن بلدنا تتحدث عن وقوع تلاقيات عن قرب مع اجسام طائرة غير معرّفة الهوية وتتميز بقدرات فائقة. لذا يجب ألا يثنينا التهيب من أن نوصم بـ»وصمة يوفو» عن القيام بتحرٍّ جاد في هذا الأمر. التقرير القادم ليس سوى خطوة ضمن هذه العملية، ولكنها لن تكون الخطوة الأخيرة.»
 
ما وراء التفسيرات المبسطة؟
من المستبعد ان يخرج التقرير بمفاجآت أو أمور مدهشة بالفعل لأن معظم مشاهدات «يوفو» أو «يو أي بي» امكن إيجاد تفسيرات لها من ظواهر عالمنا، ومن تلك التفسيرات: بالونات استقراء الطقس والسحب العدسية ثنائية التحدب وظواهر السراب والشهب، كما أضيفت مؤخراً الى القائمة الطائرات المسيرة بلا طيار. يبدو أيضاً ان الكثير من مشاهدات «يوفو» في حقبة الخمسينيات والستينيات كانت ببساطة عمليات طيران تجريبي لطائرات مثل «أس آر- 71» و«يوتو»، لأن هذه الطائرات لا يزال الاشتباه بها ممكناً الى يومنا وتوهمها ظواهر غير محددة الهوية. 
في جميع الاحوال سيبقى هناك الكثير لا يمكن تفسيره، والتقرير المرتقب سوف يحاول التصدي لظاهرة مشاهدات «يو أي بي» وما يمكن ان تكون، بما في ذلك تأمل احتمال كون تلك الاجسام تكنولوجيا من جيل مستقبلي تابعة لأحد منافسي أميركا مثل الصين. 
احتمال التوصل الى جواب لكل سؤال قد يبقى مستبعداً، ولكن المعتقد ان التقرير سيصلح كبداية مناسبة للتعامل مع السؤال المحير: ترى ما الذي يوجد هناك بالضبط؟ وهل في ذلك تهديد لنا؟
عن موقع «ذي ناشنال إنتريست»