للمرأة حق العمل

اسرة ومجتمع 2021/06/26
...

سها الشيخلي 
مع غياب القوانين التي تنصف المرأة ومعاناتها 
في العديد من أمور الحياة، وصعوبة العيش في ظل الازمات التي تعصف بالبلد، لم تقف عاجزة أمام كل الضغوطات والتداعيات، التي حرمتها من 
ابسط حقوقها ألا وهو العمل وفق ما تحمله من خبرات وشهادات، الا تلك التي حصلت على الخبرات الطبية، واتاحت لها القوانين ممارسة مهنتها بشكل انسيابي مكنتها من العيش باطمئنان بوظيفة 
حكومية مضمونة توازي ما حققته من دراسة وجهد علمي.
 لكن العديد من النساء، لاسيما اللواتي لا يمتلكن التعليم الجيد او المحتاجات منهن لم يجدن فرصا جيدة، لممارسة عمل ما، يتيح لهن العيش الكريم، ولجأت  المحتاجة  منهن الى مورد يسد رمقها 
ورمق اطفالها، اما بعمل فقير جدا، او بالتسول في الشوارع.  
ولم تكن هناك قوانين تساعدها على العيش بسلام او توفير اعمال بسيطة تكون لها عونا، لذلك نجد معظم الخريجات او ربات البيوت، تمكن من فتح مشاغل بيتية ومصانع صغيرة للأعمال اليدوية للاستفادة من اوقات فراغهن وايضا تكون موردا ماديا جيدا لهن.
  فغالبية النساء الفقيرات في الزمن الماضي كن يلجأن الى معامل القطاع الخاص للعمل، كاجيرة يومية بمبالغ بسيطة، والفقيرات منهن يعملن حتى ولو بأقل الاجور، كأن تعمل في معامل صغيرة لكبس التمور او في مطاحن ومجارش الحبوب منذ تـأسيس المملكة العراقية عام 1921 . 
 ولا يفوتنا هنا أن نذكر رائعة الشاعر الشعبي المعروف ملا عبود الكرخي، وهو ينقل لنا  معاناة إمرأة من بلاده تعيش الفقر والعوز، ما اضطرها الى العمل في معمل صغير لمجرشة الحبوب. الا أن قسوة صاحب المجرشة وغياب القوانين التي تنصفها  قد جعلاها اسيرة الظلم والعنت. أهمية هذه القصيدة انها تنقل معاناة إمرأة يصورها وينقلها لنا رجل يتحدث بلسانها حيث تقول ابيات القصيدة:
 
ذبيت روحي عالجرش      وادري الجرش ياذيها
 ساعة واكسر المجرشة     والعن أبو  راعيها
 ساعة واكسر المجرشة     والعن أبو راعي الجرش
 كعدت يا دادة أم البخت     خلخالهة يدوي ويدش
 وآني استادي لو زعل       يمعش شعر راسي معش
هم هاي دنية وتنكضي     واحساب اكو تاليهه