تراكض الأطفال مبتهجين، يحملون حقائبهم الملونة ثم دخلوا إلى مكان يحمل عنوان "هارموني" الذي يحتضن إبداعاتهم ولمساتهم البريئة، ليمضوا بخربشاتهم على الورق بانتظار مستقبلٍ واعدٍ.
"هارموني" مشروعٌ فنيٌّ خاصٌ أنجزه الفنان التشكيلي الشاب حيدر عرب في مدينة الكوفة، ويتحدث عرب عن مبادرته بحماس: "كفنان تشكيلي لاحظت غياب المنتديات الفنية، والكاليريهات في مدينتي النجف، ومن مبدأ أنَّ الفن أرقى لغة تخاطب إنساني، قمت شخصياً بتخطيط فكرة منتدى للفنون لنشر الجمال، واحتضان الطاقات الإبداعيَّة الكامنة".
تم الافتتاح في أواخر العام الماضي، وكان بالنسبة لأبناء المدينة المهتمين بالفن والمعرفة نقلةً نوعيةً، ومعلماً ثقافياً يضاف إلى رصيدها، و"هارموني" تعني التوافق أو التناغم والانسجام".
ويضيف عرب وهو يستقبل مجموعة من الأطفال داخل المنتدى إنَّ "المنتدى ليس منظمة مجتمع مدني، وإنما مشروعٌ خاصٌ يهدف إلى إقامة دورات تعليميَّة، ومهرجانات وورش فنية، وينصب اهتمامي على الأطفال أولاً لأنهم قادرون على الإبداع وهم الأساس، وأهتمُّ بشدة بجانب الإبداع الفني النسوي في النجف الأشرف لكسر القيود وتغيير النظرة المجتمعية للمرأة، وفوجئت بإبداعات النساء في الرسم والنحت و"الهاند ميد" من خلال فعالية أقمناها قبل فترة قليلة".
وسبق أنْ تم انعقاد المؤتمر السنوي الخاص برابطة المرأة العراقيَّة داخل المنتدى، وتمت مناقشة قضايا عدة تصبُ في مصلحة المرأة، وإقامة ندوة فنيَّة وإنشاديَّة تخللتها مقدمة بحثيَّة حول الموسيقى وآثارها الاجتماعية والدينية.
يقدم "هارموني" مجموعة من العروض الفنية لأطفالٍ وشبابٍ بالإضافة إلى تبادل المعرفة والخبرات وبناء القدرات الفنيَّة والأدبيَّة والنقدية وتطويرها، ونشر الثقافة ويحث على المبادرات الفنيَّة.
ويحتوي مبنى المنتدى على مكتبة وأرشيف ثقافي وصالة عرض "كاليري" ومركز تدريب ومقهى ثقافي ومتجر للمستلزمات الفنية، وتمت إقامة معرض فني نسوي للنساء المبدعات مؤخراً، ويقوم بفعاليات خاصة للأطفال المصابين بمتلازمة داون.