كتاب المربد

ثقافة 2019/02/19
...

د. حسين القاصد
 
 
يعد المربد الشعري من اكبر واشهر المهرجانات الشعرية العربية، وهو راسخ في الذاكرة النقدية في دورات تأسيسه الأولى، ومازالت المكتبة العربية تحتفظ بكتب المربد التي كانت تصدر بعد كل دورة للمهرجان؛ ولقد ضمت هذه الكتب عشرات الدراسات النقدية ومئات القصائد لكبار الشعار العراقيين والعرب؛ لتصبح فيما بعد مرجعا يعود اليه الباحثون والنقاد، وطلبة الدراسات العليا واساتذتهم، فهو مصدر ثري وغزير، يضم كل ما قيل في مهرجان من شعر ونقد، وجلسات حوارية، وجدل ثقافي مثمر. 
  والمربد ليس مهرجانا شعريا فقط ، انما هو تظاهرة ثقافية كبرى تسهم في بث روح الاستمرار والتجديد والتلاقح الفكري؛ كما انه يستقطب اسماءً ابداعية، من عرب واجانب ، لكننا صرنا مؤخرا نعتمد على الذاكرة الصوتية او التسجيل التلفزيوني ، واهملنا جانب التوثيق الورقي ، واقول أهملنا واعني المعنيين في وزارة الثقافة، فلهذه الوزارة مطابعها ودور نشرها العريقة ، لكنها اكتفت بالدعم المالي لمهرجان سرعان مايتحول الى ذكرى صوتية ، ولم تسع الى توثيق المهرجان في دوراته التي تلت سقوط النظام الساقط بعد عام 2003 ، وهو الأمر الذي اسهم في اتساع الفجوة بين الجامعة والوسط الأدبي ، فالأكاديمية تحتم الاشارة والاعتماد على مصدر موثق ، ولسنا في زمن ما قبل التدوين او زمن حماد الراوية ، لننقل لطلبتنا ، عن فلان انه سمع فلانا يقول : كنت قد حضرت المهرجان وكانت قصيدة مميزة لأحد الشعراء ، وكان رأي النقد فيها كذا ... !.
 صارت الحاجة لتوثيق مهرجان المربد ملحة جدا، اذ ليس من المعقول ان نبقى نقتات على جريدة المربد التي تصدر عن المهرجان وقت اقامته، ولا تتسع صفحاتها لتوثيق جميع فعاليات المهرجان . 
 لذلك نرجو من وزارة الثقافة ان توجه كوادرها المعنية لتوثيق مهرجان المربد، في دورته الحالية ، في كتاب شامل لكل فعالياته، ليصدر ويوزع داخل وخارج العراق، وفي معارض الكتب في البلدان العربية ؛ ويحبذ توزيعه للجامعات العراقية لكي يواكب الباحثون من اساتذة وطلبة كل ماهو جديد في المنجز الثقافي . 
 وعلى ذكر الجامعات اقترح ان تقام بعض الجلسات في جامعة البصرة لكي تعود مياه الوصال بين الوسطين الأكاديمي والثقافي ، فضلا عن ان عقد الجلسات النقدية في الجامعات ستشكل محاضرات علمية اضافية لطالب الجامعة ؛ كما ان الطالب الجامعي  سيكون وجها لوجه مع صاحب المنجز الذي ينوي دراسة منجزه ، كذلك سيجد الباحث الاكاديمي نفسه في معترك تنافسي خارج قضبان الاوراق ، فتكون الجلسات غنية بالمعلومة الجديدة والتواصل الفعلي . مرحبا بالمربد الجديد ، والف تحية للقائمين عليه ، مع التمنيات بدوام الألق الابداعي العراقي .