إعداد: الصباح
قبل يوم واحد من بدء الهجوم البري في حرب عام 1991. الوثيقة محفوظة في أرشيف الـCIA، وأرشيف الأمن الوطني الأميركي، وهي عبارة عن تفريغ لاتصال هاتفي حدث بين الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف والرئيس الفرنسي فرانسوا ميتيران.
الإتصال حدث يوم(22 شبـاط 1991)، وفيه يخبر غورباتشوف نظيره الفرنسي أن برقية قد وصلت من سفارة الاتحاد السوفياتي في بغداد تقول: إن طارق عزيز سيغادر اليوم بغداد عبر الطريق البري الى عمّان، ومن هناك سيتوجه إلى موسكو حاملاً الرد العراقي على المبادرة السوفياتية. ويؤكد غورباتشوف أن العراق يجب ان يواجه موقفا حازماً في مجلس الأمن الدولي في إثر مبادرة سوفياتية تقتضي وقف الولايات المتحدة عملياتها التي بدأت يوم 17 كانون الثاني 1991، في حرب تحرير الكويت. وبعد ذلك يتعين على العراق أن يواجه نتائج ما يقرره مجلس الأمن.
يتفق الرئيس الفرنسي مع محدّثه الزعيم السوفياتي، ويقول نعم إن فرنسا تؤيد أن يواجه العراق بمثل هذا الموقف الموحد.
ثم يعود الرئيس فرانسوا ميتيران الى القول: إن الدور السوفياتي في هذا المجال حاسم جداً. وإن المبادرة هي من ستقرر أنه سيكون هناك سلام وتتوقف المعارك، أم أن العمليات العسكرية ستستمر(يقصد أن تستمر لغاية إسقاط نظام صدام في بغداد عام 1991). ومن المهم أن لا نسمع أي شروط من جانب صدام حسين.
(كانت المبادرة السوفياتية تتضمن إعلان صدام الانسحاب من الكويت خلال 3 أسابيع مقابل عدم إطلاق الهجوم البرّي).
ثم يقول غورباتشوف:إنني أخبرت الرئيس جورج بوش بأن طارق عزيز في طريقه الى موسكو وهو يحمل الرّد العراقي على المبادرة السوفياتية. والآن فإن علاقتك العميقة مع الولايات المتحدة ستلعب دورا مهماً في إقناع واشنطن.
ويجيب ميتيران: إنني أرسلت بالفعل رسالة الى الرئيس جورج بوش وتكلمت معه بالهاتف يوم أمس، وأرى أن من المهم أن يُعلم إن كان صدام قدوافق على الشروط التي وضعت أمامه.
ثم يقول غورباتشوف: ايضا يتعين على الرئيس بوش أن يعلم ان تطوير تواصل مباشر وصريح مع بغداد، وتشارك فيه الولايات المتحدة، سيكون من صالحه أيضًا.
(لكن الأمور تنتهي الى أن واشنطن ترفض المبادرة السوفياتية، وترفض تأكيدات طارق عزيز لموسكو بالاستجابة، وليبدأ الهجوم البري في اليوم التالي، يوم 23 شباط، وتلحق خسائر ضخمة بالقوات العراقية وهي تنسحب تحت القصف عائدة من الكويت).