إعداد: الصباح
هذا السؤال طرح منذ 18 عاماً، وكانت الإجابة عنه واضحة لدى الأميركيين بأنَّ السند الأول لهذه الحركة الأفغانية المسلحة يأتي من باكستان، وتحديداً من منطقة القبائل الباكستانية الحدودية.
لكنْ كيف ولماذا لم تتمكن الولايات المتحدة من الحد من هذا الدعم؟، ولماذا فشلت محاولات التفاهم مع باكستان (النوويَّة) على أنْ توقف دعمها لمقاتلي طالبان؟.
وخلال عقدين من التواجد الأميركي في أفغانستان، كان العداء بين إسلام آباد وكابول مستعراً، ولم يتوقف في كل مراحله.
وتتفق المصادر الأميركية (للأبحاث PEW) على أنَّ دعم جهاز الاستخبارات العسكرية الباكستانية (ISI) لطالبان، هو جزءٌ من الصراع المستمر تجاه الهند، حيث تتخذ الولايات المتحدة جانب الهند في هذا الصراع التاريخي المستمر بين قوتين نوويتين.
وتذكر أبحاث معهد كارنيجي (حزيران 2020)، أنَّه ومنذ الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان في شباط 2020، اعتمدت الهند الانتقال الى مرحلة التعامل العلني مع الحركة المتطرفة طالما أنها ستكون جزءاً من المشهد السياسي الأفغاني. وهو تغير أساسي في السياسة الهندية تجاه (مناطق نفوذ) المصالح الباكستانيَّة. كما تذكر هذه الأبحاث أنَّ الدعم المتواصل القادم من العالم العربي والشرق الاوسط، جعل طالبان تنظر في المصادر الخاصة لهذا الدعم، بدلاً من ستراتيجيتها السابقة في الاعتماد على دعم دول (دعم رسمي) من حكومات لا يعجبها استمرار البقاء العسكري الأميركي في أفغانستان. المصادر الخاصة اعتمدت على إدارة حركة طالبان لمزارع واسعة تزرع المواد المخدرة والافيون والحشيش، وبالتالي أصبحت أفغانستان جزءاً من حزام تجارة المخدرات حول العالم، وأصبح ترابطها مع المؤسسات التي تمارس غسيل أموال المخدرات أكثر تقارباً، وهو ما عوَّضَ عن صعوبة إشهار بعض الدول للدعم السياسي المعلن للحركة.