الخدمات الانتخابية

الباب المفتوح 2021/08/04
...

نجم الشيخ داغر 
 
قبل ايام استضفت احد الاقرباء ودارت بيننا احاديث شتى حتى وصلنا الى الانتخابات، فقال ألا ابشرك ؟، فقلتُ خيرا ان شاء الله، فاخبرني أن احد المرشحات للانتخابات البرلمانية المقبلة قد باشرت بعملية اكساء حيهم
بالاسفلت.
عندها سألته بخبث، ولم تطلب منكم شيئاً مقابل هذه الخدمات الانتخابية؟، فقال بالتأكيد طلبت وعلق ساخرا (تريد شي بهذا الوكت ابلاش)، فاستطرد قائلا: ارادت منا وعدا بأن ننتخبها مقابل هذا الاكساء، فوعدها البعض باختيارها، لذلك أمرت المعدات بحفر الشوارع وتركها على هذا الحال، حتى تتأكد من انتخاب الناس لها .
عندها سألت نفسي، أليست هذه معادلة غريبة قد لا نجدها إلا في العراق، فالذي اعرفه ان وظيفة البرلماني تشريعية رقابية، وهو بعيد عن كل المفاصل التنفيذية لكونها من اختصاص الحكومة، فكيف يقدم على هذه الاعمال التي هي من واجب مؤسسات الدولة؟، وهل ثمة موافقات استحصلها للقيام بها، ام ان الحبل متروك على الغارب ولا احد يعنيه هذا الامر؟.
القضية الاخرى التي الحت عليّ، هي من اين جاءت هذه المرشحة بكل هذه الاموال؟، لكن ما يهمني حقا هو لماذا يترك المواطن وسط كل هذه المعاناة طوال سنين عجاف، متوسلا بالمسؤول بغية توفير هذه الخدمات التي هو بحاجة ماسة لها، لاسيما انها بسيطة جدا بحيث يستطيع اي مرشح وليس مسؤول
تنفيذها؟.
لماذا عليه أن ينتظر ايام الانتخابات كي ينعم بشارع (مبلط) او بمد شبكة مجاري؟، ألا يوجد من يحاسب الجهات المسؤولة عن التلكؤ بتنفيذ هذه المشاريع؟، ويتوجه لها بالسؤال، كيف يتمكن المرشح بايام معدودات من تنفيذ ما لم تستطع هي تنفيذه خلال سنوات؟.
مسكين ايها المواطن، اذ عليك أن تنتظر قدوم هذه الاشهر التي تأتي اكلها كل اربع سنوات، هذه الاشهر التي تضخ الحياة في عروق المرشحين، خاصة اولئك الذين كانوا في سبات عميق واستيقظوا فجأة حينما جاء كرنفال اعادة انتخابهم من جديد .
أليس من المفترض أن يحاسب هذا المرشح ويسأل عن امواله من اين اكتسبها؟، وايضا تسأل الجهة الخدمية التي لم تقم بواجبها الذي تكفل به هذا
المرشح؟.
وحين وصلت الى هذا السؤال استيقظت من ذهولي وعدت الى قريبي وحدثته بمكر (يمعود كلولها ننتخبك وخل تبلطلكم وانتم بكيفكم بعد)، فقال لا يمكننا ذلك، لانها ستترك الشوارع (محفورة) والتراب مكدسا في كل مكان وتذهب عنا، وبالتالي نبتلي نحن بما خلفته وراءها في حال لم
ننتخبها!.