ممثلون جسدوا دوراً سينمائياً يتيماً ثم اختفوا

منصة 2021/09/01
...

  قاسم موزان
 
ما يجري في الحياة وكواليسها أكثر واقعيَّة من أفلام السينما ذاتها، لكون الشريط السيمي يتجه صوب التشويق والإثارة والخيال وحتى التزييف للوقائع في أحايين كثيرة، بغية استقطاب المتلقي الى عوالم جذب تتجاوز النقل الحرفي أو التحايل على الحدث وتلميع صورته أو إخفاء حقيقته وفق رؤية المخرج.
شهدت السينما المصرية اختفاء ممثليين قاموا بدور يتيم واحد وانزووا كلٌ حسب حكايته الموجعة أحياناً، نستعرض في التقرير أهم تلك الشخصيات:
 
قاتل ومقتول
أمينة ذهني {أم ستوتة} وهي حماة نجيب الريحاني في فيلم (سلامة في خير) من إنتاج 1937، بعد أنْ تسلمت أجرها في الفيلم وقدره خمسون جنيهاً وهو مبلغٌ عالٍ في حينه ولم تصدق عينيها وغادرت الاستوديو وركبت في سيارة أجرة وشاهد السائق {أمينة} وهي تعد الفلوس فانحرف بسيارته صوب طريق صحراوي وقتلها وكانت فريسة سهلة للذئاب، كان الريحاني يعطف على تلك المرأة المسكينة التي تأبى أنْ تأخذ صدقة، 
إلا أنَّه أسند لها ذلك الدور الذي جسدته بحرفية عالية أذهل بقية الممثلين وكانت تضفي روح الفكاهة على أجواء كواليس الفيلم، 
ولم يكشف النقاب عن الجريمة إلا بعد مرور عشر سنوات حين ألقي القبض على القاتل في جريمة   أخرى  واعترف على نفسه بارتكاب فعلته 
الشنيعة.
وفي الشريط ذاته ظهرت لأول مرة على الشاشة مدام برجيس أو {مارسيا ديمتروس} الجارة اليونانيَّة لنجيب الريحاني في الفيلم وأثناء العرض شاهدها رجل مشبوه في أول مشاهدها فصرخ انها {هي} وذهب لقسم الشرطة واتهمها بقتل أمه وسرقته وإشعال النار في منزله بمعونة أصحابها ونجا هو بأعجوبة. لفَّ الغموض اختفاءها وكثرت الروايات حولها.
اختلاس
أما {صلاح الدين} فله حكاية تقترب من الخيالـ فقد عرض هذا الشاب أجراً مغرياً لكاميليا المغرم بها حد الهوس شريطة أنْ يمثل أمامها وكتبت له قصة فيلم {ولدي} 1949، وجسد الأدوار كبار الممثلين مثل محمد المليجي وأحمد اعلام واسماعيل ياسين وغيرهم، فضلا عن دور البطولة لفاتنة السينما كاميليا وأخذ ينفق المال بسخاء باذخ واتضح في ما بعد أنَّ ذلك الشاب كان يعمل في إحدى الشركات واختلس مبلغاً كبيراً من المال ليحقق حلمه في التمثيل مع معشوقته، أودع السجن وعرض الفيلم على أمل تحقيق الأرباح لتسديد ما سلبه، إلا أنَّ الفيلم فشل فشلاً ذريعاً ويكون هذا الشريط السيمي أول فيلم من إنتاج مال مختلس.
 
شبيهٌ لا أكثر
لأنه قريب الشبه من الزعيم المصري مصطفى كامل اختاره المخرج أحمد بدرخان الصحافي أنور أحمد لتجسيد تلك الشخصية في فيلم يحمل الاسم ذاته في العام 1952، وكان هذا أول وآخر فيلم يمثله الراحل أنور أحمد في 
السينما. 
يذكر أنه مفكر وصحافي وكاتب مصري، ولد في العام 1913، وعمل في الحياة السياسية والاجتماعية ومجلة حواء.