وهكذا هي الأخبار..!!

ثقافة 2019/02/26
...

حسين الصدر
 
- 1 -
الخبر الصادر من غير المعصوم، يحتمل الصدق والكذب ، فليس كلُّ خبر صادقاً ، 
كما انه ليس كاذباً بالضرورة ...
وما أكثر الأخبار الكاذبة ..
ولا سيما في هذه الأيام ..!!
وقديما قيل :
{وما آفةُ الأخبار الاّ رواتُها}
فهناك المبتذلون الانتهازيون الذين لا يحسنون الاّ فنّ الكذب ..!! انهم يكذبون بما يتناسب مع أطماعهم من جهة ، ومع افلاسهم الأخلاقي من جهة أخرى ...
وهكذا يسوّدون وجوههم قبل أنْ يطمسوا الحقائق..!!
 
- 2 -
وقد تتضارب الأخبار من دون ان يتعمد أصحابها الكذب 
ومثال ذلك : انّ أحد أعزائنا كتب بعد زيارته {لمعرض بغداد للكتاب}
قال: {فوجئت بكثرةِ زوّار معرض بغداد الدولي
 للكتاب} ...
وهي إشارة ايجابية في كل مجتمع ، وخاصة ونحن امة 
(أقرأ) ، والتي تقدمت عليها مع الاسف امم في الاهتمام بالقراءة والكتاب . كما وجدت من التقيتُهم من اصحاب دورالنشر مستبشرين بحيوية المعرض، فحمدت الله على ذلك. 
انه وجد دور النشر مستبشرة.!!
وقد صدّقها 
بينما أخبرنا بعض مندوبي تلك الدور :
انهم عانوا من الكساد ..!!
واين الكساد من الاستبشار ؟
الاستبشار بحيوية المعرض لا يعني كثرة الزائرين فقط، بل يعني ايضا الاقبال على شراء الكتب ، 
بينما الكساد يعني :
بقاء الكتب دون ان تتزحزح عن مكانها 
 
- 3 -
ونقول : انّ الذي كان مستبشراً بحيوية المعرض ، ربما انطلق من واقعة الخاص، حيث استقبل الزبائن ونالت كتبُه رضاهم ، وبالتالي فهو مادح لأنه رابح..!! ولا يضيره كثيراً ما حلّ بالآخرين، وكذلك الداعي بالويل والثبور وعظائم الامور والمتشكي من الركود، فهو ناظر ايضا الى وضعه الشخصي الذي لم يكن متحركاً بما يُرضي الطموح فكلٌ أخبر عما انطوى عليه من مشاعر منطلقا من (الذات) لا من 
(الموضوع). وهذه هي المصيبة..!!
 
- 4 -
ان تكون ثمة معارض دولية للكتاب في العاصمة بغداد وفي غيرها من المحافظات العراقية بادرة مهمة للغاية ،
ذلك انها مؤشر رقيٍّ حضاريّ واهتمام بالعلم والأدب والمعرفة والثقافة..
وتناغم مع تاريخ العراق العريق ، والمزدان بالعلماء والمبدعين والمفكرين والمؤلفين في شتى حقول المعرفة.
وتواصلُ اقامة هذه المعارض يُسهم في تهيئة الأرضية والمناخ الملائم لازدهار النشاط الفكري والاقبال على الكتب بوصفها أدوات معرفية بالغة الاهمية والخطورة .
 
- 5 -
وقد كتب أحد الاعلاميين يقول :
دخلت الى معرض بغداد للكتاب الدولي وأنا عازم على ان اطلع على الكتب فقط دون ان اشتري شيئا انتقاماً ممن رفعوا أسعار الكتب ، واجحفوا بحق الراغبين باقتنائها ،
ولكني لم استطع أنْ أُنفّذ ذلك العزم بالمقاطعة ، حين رأيتُ الكتب التي أغرتني بشرائها فسارعت الى شراء
الكتب.
ثم وقعتُ في حيرة من أمري حين تعذر عليّ حملها ونقلها وقد جئت الى المعرض راكبا احدى وسائل النقل العام لا بسيارتي الخاصة .
واتفقت اخيراً على ابقائها عند باعتها ريثما يتم تدبير أمر النقل...
 
- 6 -
وحكاية الكساد لا تعززها القرائن الدّالة على انّ المعرض لم يكن بارداً الى حد 
الكساد ..!!
 
- 7 -
وتشهد بغداد اليوم – وعلى مدار السنة – حفلات توقيع الكُتُب من قبل مؤلفيها ، وتحولت هذه الاحتفالات الى منتديات فكرية ثقافية معروفة مهمة 
وكلّ ذلك يشي بانّ الحراك الفكري والثقافي والمعرفي استعاد شيئا من عافيته التي فقدها في ظل الاحتقانات والاوضاع المضطربة .
ان العراق بلد الروائع والبدائع في المضمار الفكري والثقافي والأدبي والمعرفي وليس بكثير عليه ان تتوالى مثل هذه الاصدارات .
أما مقولة :
القاهرة تكتب 
وبيروت تطبع 
وبغداد تقرأ 
فقد انتهت الى غير رجعة –والحمد لله –
انّ بغداد اليوم تكتب وتطبع 
والمأمول ان يكثر القرّاء فيها بعد ان انخفض 
المنسوب ...