المسؤولون الأميركان يتبادلون الاتهامات بشأن أفغانستان

بانوراما 2021/09/17
...

  أوليفر أوكونيل 
   ترجمة: مي اسماعيل 
   يسعى مسؤولو الادارة الأميركية السابقة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب الى النأي بأنفسهم عن اتفاقية سلام أبرمت مع حركة طالبان الأفغانية. فقد قال (أتش آر ميكماستر) مستشار الأمن القومي للرئيس السابق ترامب بأن وزير خارجيته بومبيو هو من وقع «اتفاقية استسلام» مع طالبان. وشجب ميكماستر الاتفاقية التي أبرمتها الادارة الأميركية السابقة مع طالبان ووصفها بأنها «اتفاقية استسلام»؛ قائلا: «لقد وقع وزير خارجيتنا (مايك بومبيو) اتفاق استسلام مع طالبان؛ وهذا الانهيار (الحالي) يعود الى اتفاقية الاستسلام تلك لسنة 2020، والحقيقة أن طالبان لم تهزمنا؛ وإنما نحن الذين هزمنا أنفسنا». 
 
ميكماستر لم يكن مستشار الأمن القومي الوحيد طيلة عهد الرئيس ترامب، إذ توالت شخصيات أخرى على المنصب؛ لكنه تحدث أكثر من غيره، وقد انتقد إدارتي الرئيسين الأميركيين، السابق ترامب والحالي جو بايدن، على الإسلوب الذي تعاملا به مع الانسحاب الأميركي من أفغانستان؛ غير أنه دأب على توجيه الانتقادات منذ مدة للاتفاق الذي جرى توقيعه خلال عهد رئيسه السابق. ويبدو أن هذا المستشار، وهو فريق متقاعد في الجيش الأميركي، واحد من عدة مسؤولين سابقين كبار في إدارة ترامب ممن سعوا للنأي بأنفسهم عن اتفاق الانسحاب مع حركة طالبان، التي وقعتها إدارة ترامب في شهر شباط سنة 2020؛ خاصة بعدما عمت الفوضى العاصمة الإفغانية كابول طيلة شهر آب الماضي نتيجة إخلاء المدينة من الأميركان والموظفين العاملين معهم عبر مطار حامد كرزاي. وعلى ضوء الاضطرابات على الأرض في أفغانستان؛ جرى توجيه انتقادات جديدة للشروط التي جرى الاتفاق عليها، والتي حددت الانسحاب العسكري الأميركي، وقادت بعد ذلك إلى اجتياح حركة طالبان السريع للبلاد والاستيلاء على كابول الذي فاجأ الجميع داخل أفغانستان وخارجها. وكانت إدارة ترامب قد وافقت أساسا على الانسحاب من أفغانستان بحلول تاريخ الأول من أيار؛ إذا ما تفاوضت حركة طالبان على اتفاقية سلام مع الحكومة الأفغانية ووعدت بمنع الجماعات الإرهابية (مثل تنظيم القاعدة وداعش) من استخدام البلد كقاعدة انطلاق. وحينما انتخب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة قال بأن عليه تطبيق الاتفاق أو المخاطرة بصراع جديد مع طالبان؛ وهو أمر ربما تطلّب الدفع بقوات جديدة الى أفغانستان، بحسب مصادر عسكرية في إدارته. وحينما تم دفع تاريخ الانسحاب الى 31 آب الماضي، أظهر بايدن أن هناك بعض المجال للمناورة تحت شروط الاتفاقية 
يصعب التمييز بينهما
ودفعا للشكوك بتسبب إدارته بفوضى حوادث مطار كابول، ألقى بايدن باللوم على إدارة ترامب السابقة وتسببها باضطرابات أمنية حدثت طيلة الشهر الماضي؛ قائلا إن سلفه (ترامب) شجع حركة طالبان وتركها.. «في أقوى موقع عسكري منذ العام 2001». وقال أيضا أنه كان عليه أن يسحب القوات الأميركية كافة من أفغانستان في نهاية المطاف، حتى لو لم يكن هناك اتفاق مبرم فعليا مع طالبان، وبرر الأمور بتعليقه أنه لم ير أي طريقة لإكمال الانسحاب «دونما وقوع فوضى». 
أما «جون بولتون»؛ وهو أحد مستشاري الأمن القومي السابقين للرئيس السابق ترامب، فقد قال: «لو كان ترامب قد أُعيد انتخابه لكان قد قام بعين التصرف، وأضاف أنه يمكن القول بقدر تعلق الأمر بالتصرف تجاه أفغانستان فإن ترامب وبايدن متشابهان ((حتى يصعب التمييز بينهما))». أما مايك بومبيو (وزير الخارجية في حقبة ترامب)، والذي كان قد التقى ممثلي طالبان حضوريا عند إنجاز توقيع الاتفاق معهم في العاصمة القطرية الدوحة، خلال شهر أيلول 2020، ضمن أعماله كوزير للخارجية؛ فقد قال أن الادارة السابقة لم تثق بحركة طالبان ولم تعتقد أن المفاوضات منحتهم الشرعية. كما يُصِر بومبيو على أن الاتفاق كان مستندا الى بعض الشروط، وأن الولايات المتحدة كانت ستتحرك ضد الجماعة المسلحة لو لم تلتزم تلك الاخيرة بتعهداتها!.