مشروعٌ لرسم واقعة الطف بأسلوبٍ مغاير

الصفحة الاخيرة 2021/09/21
...

 الكوت: محمد ناصر
عندما يشعر الفنان التشكيلي الواسطي علي ناظم الموسوي بضنك الحياة وصخب المدينة، فانه على الفور يلجأ الى فرشاته والالوان، فطبيعة الكوت الخضراء ببساتينها واشجارها وانهارها تولد عنده الرغبة في أن يخرج ما بداخله من ابداع ليرسم لوحة على الرغم من انه متأثر بالمدرسة الواقعية.
الموسوي الذي اغرم في بداياته الأولى برسم لوحات اهل البيت عليهم السلام، بيّن لـ {الصباح} أن {بيتنا عامر بصورهم، لكن بالمجمل فان الفكرة الآن قائمة من اجل رسم لوحات تمثل واقعة الطف، وسوف ارسمها مستقبلا بأسلوب يختلف عما هو سائد في ايامنا هذه، بشكل يتناسب مع حجم الثورة الحسينية وما حققته للأجيال من مفاهيم تصحيحية كبيرة}.
وبشأن تأثره بالمدارس التشكيلية، اضاف {أميل الى المدرسة الواقعية، وهي ابراز الجمال والتعامل معه فنيا، وربما يخلط البعض بين المدرسة الواقعية والطبيعية، فالمدرسة الطبيعية هي التي تنسخ الواقع كما هو، اما في الواقعية، يتعامل الرسام مع اللون ويتصرف في كل عناصر اللوحة من ظل وضوء وخطوط والوان وموضوع وتركيز على النقاط المهمة}.
وتابع {في كثير من الاحيان اميل الى الدقة في بعض مفاصل اللوحة، واحب استخدام الكثافة اللونية في مناطق الضوء وتخفيف اللون في مناطق الظل، كما اركز على الوجوه والايدي والانسان بشكل عام في اللوحة فهو النقطة الاهم والاكثر جاذبية لنظر المشاهد}.
سألناه عن {الخطوة الفاصلة} بين موهبته واحترافيته، فاوضح {لا اظن أن هناك لوحة قد تنقل الفنان من هاو الى محترف، لأن تطور الرسام يأتي بشكل تدريجي ممل، ويتمرن في حياته الطبيعية من خلال النظر الى الاشياء والممارسة وسؤال الفنانين الاقدر منه والتعلم والدراسة والاطلاع على اساليب غيره، وبمرور الزمن يتطور بشكل تدريجي، بحيث هو نفسه لا يشعر بمدى تطوره الا بعد فترة حين يقارن اعماله القديمة بالجديدة او من خلال لفت انظار غيره من الرسامين}.
وعن ما يحفز ريشته، كشف أن {اكثر ما يحفزني للرسم هو رؤية موضوع من الحياة اليومية، لاسيما ان كانت زاوية الضوء مميزة، الضوء هو مفتاح الرسم الواقعي وهو ابرز سمة من سمات جماله، احيانا اجلس مقابلا لاحد الاشخاص او اي شكل من اشكال الجمال واطالع كيف يتحرك الضوء تارة عند تحرك الشمس عن محورها، واخرى حين يتحرك الشخص او يتم تحريك الجماد، بحيث تتغير اماكن الضوء والظل والتقط افضل مشهد يمكنني من خلاله الاستمتاع بالرسم}.
وبشأن تسويق الأعمال التشكيلية، المح أن {الرسام حينما يبيع لوحاته يعيش في عذاب ذاتي وكأنه رجل يعتاش على بيع اولاده، وهذا يخلق لديه ازمات نفسية ويجعله يتعامل مع الرسم كعمل لا كفن، واكثر ما يزعج في هذا الامر هو طلبات الزبائن حين يطلبون رسم لوحات لا يحبها الرسام، فيكون مضطرا لإنجازها من دون رغبة منه، وهنا يتم قتل الهواية وتذهب المتعة ادراج الرياح}.