الاندماج المصرفي

اقتصادية 2021/09/26
...

ياسر المتولي 
أخيراً استطاع القطاع المصرفي الخاص من تحقيق اندماج مصرفي بين مصرفين، بهدف الرافعة المالية التي يتطلبها القانون لكي يجيز البنك المركزي للمصرف المتأخر برفع رأس ماله الى الحدود التي يقرها القانون والبالغة 250 مليار دينار.
يشار الى أن عددا ليس بالقليل من المصارف الخاصة حديثة النشأة متعثرة لبلوغ رأس المال المقرر من  قبل البنك المركزي .
وكانت الظروف غير مواتية على تطبيق الاندماج في ما مضى من الفترات الزمنية، ما دفع بالمركزي الى تأجيل إلغاء الاجازة الخاصة بالتأسيس للمصارف المتعثرة  .
وبغض النظر عن قسرية القرار من واقعيته فإننا نتناول الموضوع من زاوية مزايا الاندماج المصرفي الذي اثبت نجاحه في العديد من دول العالم المتطورة.
يسهم قرار الاندماج في تحقيق اهداف ومزايا للمصارف المندمجة، فعدا عن هدف رفع رأس المال فإنه سيجمع بين الخبرات التي تمتلكها المصارف المندمجة.
ثم أن الميزة الاكثر اهمية هي أن الاندماج سيحقق حوكمة فعلية لادارة المصرف المنتج عن الاندماج، كيف؟.
إذ ستسعى الهيئات العامة ومجالس الادارة الى اختيار الادارة الكفوءة من بين المصرفين، هذا أولاً .
أما الميزة الثانية والتي لاتقل اهمية عن الادارة الرشيدة للمصرف فان الرقابة على اداء المصرف ستتضاعف بالتأكيد عبر الشراكة بين المصرفين. 
وبهاتين الميزتين ستتلاشى هيمنة المالكين على قرارات مجلس الادارة من خلال تنوع الاعضاء .
ويأتي قرار الاندماج ضمن خطة اصلاحية مهمة لقرار تحويل بعض شركات الصيرفة الى مصارف، إذ تعثرت العديد منها في قدرتها على رفع رؤوس اموالها، مما يضعها بين قرار الدمج او قرار إلغاء إجازة التأسيس .
ومن وجهة نظرنا كمحللين ومراقبيننجد ان الاتجاه نحو الدمج خطوة صحيحة شرط ان تكون هناك حوافز يقدمها البنك المركزي للمصارف المندمجة لتشجيعها على الاندماج .
ومن المفيد الاشارة الى ان كبريات المصارف الخليجية التجأت الى الاندماج المصرفي بهدف الاستحواذ على السوق المالي والمنافسة والاستثمار .
واحد من أبرز تحديات الاندماج المصرفي في العراق هو عامل يتعلق بعدم استيعاب التنازل عن صفة المالك الوحيد والمهيمن على القرارات التي غالباً ما تعيق نمو وتطور الاداء
 المصرفي.
وبصراحة وشفافية نقول بدأت مرحلة التنافس وتقديم الخدمات المصرفية وتنوعها وعدم الاعتماد على المنتج الواحد (نافذة العملة).
وذلك يتطلب ادارة رشيدة تتمكن من تخفيف شدة المخاطر المحتملة وخلاصة القول: عاد الهدف الذي أسست من أجله المصارف ألا وهو خدمة الزبائن ليستمر العطاء.