ترجمة: حميد ونيس
توفي منذ ايام الرسام بيريز سيكير، مصور الألوان والسخرية ومبتكر لغة الألوان مع الالتزام الفكري، ولد بيريز عام 1930، وكان يكرر بابتسامة عريضة لسنوات، {سأموت بالصور} وقد منحته كاميرته نوع روليفلكس المهنة والشهرة.
احتفظ سيكير بلهجته الأندلسية الشرقية، وكرمه المميز وجاذبية وكرامة شخص يعرف أنه ولد وسط بيئة من الحرمان، لكنه مليء بجمال هادئ والكثير من الضوء، وكانت منطقة البحر المتوسط حاضرة في اعماله، وتم عرض اعماله سنة 2017 في متحف دار ليبانيز كنستنتونيو للفنون.
لم يكن للتصوير الفوتوغرافي تاريخ في المدن الكبرى في إسبانيا، ولكن بفضل شخصيات مثل كان بيريز سيكير وخوسيه ماريا أرتيرو عرفت من خلالهم مجموعة ألميريا الفوتوغرافية، وبذل بيريز جهداً خاصاً لإبعاد التصوير الفوتوغرافي عن اللقطات التافهة وجعله أقرب إلى التزام اجتماعي جديد، وكان هذا أمرا حساسا خلال حكم فرانكو.
والتصوير الفوتوغرافي كان يمثل له سلاحا سياسيا وجماليا وعلى سبيل المثال، بيريز مع الكاتب خوان جويتيسولو عندما قام كلاهما بمشروع تصوير حي لاتشانكا بالصور والكلمات، وهو نوع من حواجز أندلسية تتناثر فيها أشعة الشمس مع الابتسامات المفتوحة لأطفال الغجر، وتعرف صورته بعنوان {الفتاة البيضاء}، وهي التي ميزت عمله وتكوينه ورسالته الخفية طوال سنوات، وعُرضت الصورة الأيقونية مرة أخرى سنة 2020 في معرض مؤسسة {مابفر} في برشلونة.
وحصل بيريز على جائزة التصوير الوطنية، من بين العديد من الجوائز التي حصل عليها وآخرها الميدالية الذهبية للاستحقاق في الفنون الجميلة.
كتب زميله مارتن بار: {لقد تأثرت كثيرا بعملك وأدركت أن لدينا اهتمامات مشتركة}، وودعه ريكاردو مارتن بهذه الكلمات: {ارقد بسلام، يا صديقي الشاب: صورك تنبض بالحياة كل يوم}.
عن صحيفة الموندو الاسبانية