صلاح حسن السيلاوي
صدرت للشاعر اسماعيل الحسيني مجموعته الشعرية الاولى (فكرة في رأس مقطوع) عن دار تأويل في السويد وقد ضمت ثلاثين قصيدةً على مدى مائة صفحة صمّمَ غلافها الفنان ستار نعمة. يسعى الحسيني من خلالها الى إيضاح كثير من أحزانه وإنطاقها عبر لغة شعرية متدفقة تمثل حياة العراقيين حيث كانت مفردات الالم ساطعة فيها والمكان العراقي وترميزاته حاضراً كالكوفة ومقبرة وادي السلام والفرات، وكذلك الرموز الثقافية والانسانية كانت تتنفس بعمق هنا او هناك كعبد الأمير جرص وسلام عادل ومهدي كاظم زوين. ويمكننا ان نتلمس كل ذلك ليس في النصوص فقط وإنما في العناوين ومنها: "صورة عن الحزن الحرفي للبلاد، دمعُ السعف الاخضر ، فكرة في رأس مقطوع ، صورة تحمل المنزل، الآن صارت للأسى كنية، حارسو بوابة عشتار، آخر المتوسمين بشط الكوفة، محاولة انتحار، شِعْبُ أبي الرافدين".
الشاعر اسماعيل الحسيني تحدث عن مجموعته لـ"الصباح" قائلا: المجموعة تمثل بالنسبة لي نشارةَ الضيم بين غلفين، لعشرٍ ضعْن من عمُري ((2006 - 2016م)) قطعتهنّ مقوّساً، كعلامة استفهامٍ عن الأحداث التي جرت في هذه الفترة، والتي لم تسمّ بعدُ، وعلى الرغم من أنّني نشأت وترعرعت في محافظة النجف إلا أنّ المجموعة لم تخرج منضبطة أبداً، كما تتجرأُ وردةٌ نبتتْ
في وادي السلام، وإنْ لم أُردْ لها هذه الشاكلةَ، لكنّها وبحكمِ الأيامِ التي نضّجتْها، وتلوّنتْ بمآسيها، خرجتْ كما يراها القارئُ الآن، بضعةَ مشاهد ورسائلَ ووصايا وغيرَ ذلك، مثبّتةً بدبايسِ الواقعِ الراهن.
وقال الحسيني أيضا: أزعمُ أني سجّلتُ في أثناء قصائدي هذه حِقبةً مهمةً من تأريخِ العراق والأمة العربية والعالم، وهمَّاً إنسانياً، مبرأ من الآخر، براءة قد تكفلُ لهذه المجموعة شيئاً من الندرة، منطلقاً من الذات العليا، ومسيَّراً بين ذاتين، ذاتِ الشاعرِ وذاتِ الإنسان، الذي رأى كلَّ شيء، فحاول أنْ يُظهّرَ رؤياه بمرآة العالم عبر ما يقارب ثلاثين نصّاً، من الشعر العمودي الموزون، وجل هذه النصوص لم ينشرْ ولم يقرأ في مهرجان، لعلّي أبلغُ شرفَ المحاولة في كسر النسق المعتاد، ومضاعفة عنصر المفاجأة لدى القارئ، فإنْ كان ثَمَّ تقصيرٌ وهِنات في إعدادها، فليعذرن القارئُ ما لحظَ منها؛ فإنّي قد بذلتُ قصارى جهدي؛ لتخرجَ المجموعةُ بأحسن صورة، ولكن الإنسانُ والكمال..! والنقصُ أقربُ إلى نفسي من نقيضه؛ لأنّ النقصَ أدلُّ على الإنسان من الكمال، وأكثر صدقاً. أخيراً أوجّهُ شكري لعائلتي التي ساندتْني طيلةَ مسيرتي، وإلى الشعراء الذين تعلّمتُ منهم، أحياءً بيننا، وأحياء عند ربِّهم، كما أتقدّمُ بالشكر الجزيل إلى أسرة دار تأويل المحترمة.