تغير القناعات

الصفحة الاخيرة 2021/10/11
...

حسن العاني 
في وقت مبكر من مراهقتي الفكرية الساذجة، كنت شديد الحقد على الرئيس الصيني السابق (ماوتسي تونغ) وطروحاته (الماوية)، لان النزر القليل من قراءاتي المتواضعة يومها عن أفكاره التي هزت العالم كما ادركت لاحقاً، بانه زعيم دكتاتوري لا يختلف عن ستالين او أي دكتاتور آخر،  وعلى مدى خمسين سنة ويزيد وانا على هذه القناعة او الجهالة، حتى وقفت قبل شهرين تقريباً، وعن طريق المصادفة، على خبر مفاده أن الرجل الذي كان رئيساً لجمهورية الصين الشعبية، وسكرتيراً او اميناً عاماً للحزب الشيوعي الصيني، رفع تقريراً الى قيادة الحزب طالباً منها استقطاع مبلغ (كذا) من راتبه، وليكن – لأغراض تقريب الصورة – يعادل (400) دولار – لماذا ؟! لانه كان يزرع الخضار والفواكه في حديقة منزله ويبيعها ويحصل على 400 دولار، وعندها فقط غيرت رأيي تماماً، وعشقت أي دكتاتور يتصرف بطريقة ماوتسي
الرائع..
وفي تلك البدايات المبكرة، كان اعدائي الذين امقتهم وأتمنى موتهم العاجل بأية طريقة مهما كانت بشاعتها، هم الامبرياليون، والشريحة التي تحسب عليهم، واعني بها (الشريحة الارستقراطية) المفرطة في غناها وثرائها وثرواتها، أولئك بصدق كانوا من الد خصومي واعدائي، وكم تمنيت أن يخسف الله بهم الأرض، وداومت على هذا البغض خمسين او يزيد من السنوات، حتى قرأت في وقت قريب خبراً نشرته جريدة الصباح الغراء، عن قيام أربعة من اثرى اثرياء اميركا الامبريالية برفع طلب الى حكومتهم لكي تضاعف الضرائب عليهم وذلك لمساعدة فقراء الشعب الأميركي، ومن يومها وانا اعشق أي ارستقراطي، امبريالي ملعون والدين، ما دام يتحلى بهذه 
الاخلاق!.
ما احببتُ احداً قدر حبي للمعارضة العراقية في الخارج، اذ رسمت لها صورة بهية، وعشقت نضالها البطولي ودفاعها عن مظلومية الشعب العراقي، ويوم عادت من الخارج الى ارض الوطن، وتعرفت عن قرب على سلوك (بعض) اشخاصها وشخصياتها والموقف من الوطن والعراق والعراقيين تمنيت..  ( آسف انتهى المجال المسموح به للنشر)!.